كأس افريقيا للمحليين ( الشان) انتقل من كأس غير ذي شأن إلى كأس له شأن كبير

طرابلس ليبيا // مولاي عبد العزيز الشلح

مند سنوات، كانت بطولة إفريقيا للاعبين المحليين “الشان” تُعتبر مجرد بطولة ثانوية، لا تحظى إلا بمتابعة محدودة، سواء من الجماهير أو الإعلام أو حتى من الاتحادات الوطنية. غير أن التغييرات المالية الأخيرة التي أقرها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) جعلت هذه المنافسة تنتقل إلى مستوى آخر، وتحظى بمكانة متقدمة بين البطولات القارية.
فزيادة قيمة الجوائز المالية بشكل ملحوظ، وتوسيع دائرة حقوق البث التلفزيوني، ساهم في رفع قيمة البطولة من مجرد لقب رمزي إلى استحقاق قاري يثير المنافسة ويحفز المنتخبات على تقديم أفضل ما لديها. فاليوم، لم يعد اللاعب المحلي يشارك في “الشان” لمجرد رفع علم بلاده فقط، بل صار أمام فرصة حقيقية لإبراز موهبته ونيل مكاسب مادية ومعنوية معتبرة.
ولعل الأهم من الجانب المالي، هو التحول النوعي الذي عرفته البطولة على صعيد الاهتمام العالمي. فقد أصبحت الأندية الأوروبية الكبرى، وخاصة تلك التي تعتمد على استقطاب المواهب الإفريقية، تتابع مباريات “الشان” عن قرب لرصد نجوم المستقبل. فهذه البطولة صارت بمثابة “سوق كروي” حقيقي يضع اللاعبين المحليين تحت مجهر كشافي الأندية العالمية.
كما أن الصحافة العالمية، التي كانت بالكاد تذكر نتائج “الشان”، أصبحت اليوم تخصص مساحات واسعة لتغطية مبارياته، وتبرز قصص لاعبيه وإنجازاتهم. وهو ما يمنح البطولة إشعاعًا أكبر، ويجعلها في صدارة الاهتمام الرياضي العالمي خلال فترتها.
إن “الشان” لم يعد مجرد بطولة تكميلية كما كان يُنظر إليها في الماضي، بل تحول إلى منصة قارية لها وزنها، وبات بحق كأسًا له شأن، يعكس تطور كرة القدم الإفريقية، ويفتح أمام المواهب المحلية آفاقًا رحبة نحو العالمية.

” الشان ” أصبح له شأن كبير عبر القارة الإفريقية