Ultimate magazine theme for WordPress.

جيل يُصنع في الوطن… وجيل يُستورد من الخارج

41
في ليلة كروية لا تُنسى، وقف شباب المغرب وجهاً لوجه أمام فرنسا، ليس فقط في مباراة نصف نهائي، بل في لحظة رمزية تختزل عقودًا من الطموح، التكوين، والهوية الوطنية. لم يكن الفوز مجرد هدف من ركلة جزاء أو تصدي حاسم في ركلات الترجيح، بل كان إعلانًا صريحًا بأن الجيل الجديد قادر على حمل راية الوطن بثقة، ذكاء، وجرأة.
من تشيلي إلى الرباط، ارتفعت الأعلام، وتوحدت القلوب خلف منتخب شاب يُجيد اللعب كما يُجيد الحلم. وبينما كانت فرنسا تراهن على تاريخها الكروي، راهن المغرب على مستقبل أبنائه—وفاز.
فوز المغرب على فرنسا في نصف نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 سنة ليس مجرد انتصار رياضي، بل لحظة رمزية تُجسد نضج جيل جديد من “أشبال الأطلس” الذين يجمعون بين المهارة، الانضباط، والروح الوطنية العالية.
في لحظة تاريخية، انتصر شباب المغرب على فرنسا في نصف نهائي كأس العالم، ليس فقط بنتيجة المباراة، بل بروح الانتماء والتكوين المحلي. جيل الأكاديمية، القادم من ملاعب محمد السادس ومراكز التكوين الوطنية، أثبت أن الحلم لا يحتاج إلى هجرة مبكرة ولا إلى أندية أوروبية كي يتحقق.
وعلى النقيض، يقف المنتخب الأول، بثقله الاحترافي ونجومه الموزعين بين باريس ولندن ومدريد، كواجهة دولية للمغرب، لكنه يفتقد أحيانًا لروح الجماعة التي تُصنع في الداخل.
الانتصار هنا ليس رياضيًا فقط، بل فلسفيًا: هل نعيد الثقة في التكوين الوطني؟ هل نمنح الأكاديميات المغربية دورًا أكبر في صناعة هوية كروية مستقلة؟ جيل الشباب أجاب بالفعل… والباقي على المؤسسات.
هذا الانتصار يُعيد طرح السؤال القديم الجديد: لماذا يُصنع منتخب الشباب في الداخل، بينما يُستورد المنتخب الأول من الخارج؟ بين من تربى على العشب الوطني، ومن تشكل في ملاعب أوروبا، تبرز مفارقة تستحق التأمل، وربما إعادة النظر في فلسفة التكوين والتمثيل.
في “أصداء مغربية”، نقرأ هذا الفوز كإشارة قوية إلى أن الاستثمار في الإنسان المغربي، داخل الوطن، هو الطريق نحو التميز الحقيقي وليس فقط في كرة القدم، بل في الهوية أيضًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات