Ultimate magazine theme for WordPress.

رسالة مفتوحة إلى صحيفة لوموند الفرنسية حول مقالكم المعنون: “في المغرب، أجواء نهاية حكم محمد السادس”، الصادر بتاريخ 24 غشت 2025

642
بقلم الحسين اموح شهراوي

أنا مواطن مغربي، فاعل سياسي، وملتزم بقضايا وطني. أكتب هذه الكلمات بوعي تام، وبإحساس عميق بالمسؤولية، للرد على ما ورد في مقالكم الأخير الذي لم يكن سوى تكرار بائس لخطاب استعماري بائد، ينضح بالتحامل والأحكام الجاهزة.
مقالكم لم يُقدِّم تحليلاً رصيناً، بل كان أقرب إلى بروباغندا سياسية بئيسة، تُعيد إنتاج صورة نمطية قديمة، تتجاهل التحولات العميقة التي عرفها المغرب خلال ربع قرن من قيادة جلالة الملك محمد السادس:
🔹 تحديث اقتصادي وبنية تحتية بمواصفات دول صاعدة،
🔹 إصلاحات اجتماعية شجاعة وغير مسبوقة في محيط عربي مأزوم،
🔹 استقرار سياسي جعل المغرب استثناءً في محيط مضطرب،
🔹 إشعاع دبلوماسي وازن جعل المملكة فاعلاً رئيسياً في إفريقيا وعلى الساحة الدولية.
لكنكم – عن قصد أو عن جهل – اخترتم إخفاء هذه الحقائق. لأن من السهل عليكم تسويق صورة “النهاية”، و”الأفول”، و”الأزمة”، فهي تبيع أكثر، وتخدم نظرتكم المتعالية إلى المغرب كفضاء للتجارب الاستعمارية الفاشلة التي لا تنتهي.
الحقيقة التي تحاولون القفز عليها واضحة وضوح الشمس:
+ الشعب المغربي، بكل مكوناته، متمسك بمؤسسته الملكية باعتبارها الضامن لوحدته واستقراره.
+ الملك محمد السادس يمارس قيادة هادئة وفاعلة، لا تبحث عن الأضواء الغربية ولا عن بهرجة إعلامية جوفاء.
+ المغرب يتقدم بخطى ثابتة، راسخاً في هويته، محصناً بمؤسساته، ومتحرراً من أي وصاية خارجية.
إن المغرب الذي نحياه اليوم ليس ذلك “المغرب الخيالي” الذي تحاول لوموند رسمه. بل هو مغرب جديد، يصوغ هويته بمرجعية محلية، أمازيغية الجذور، منفتحة على تعددها التاريخي، رافضة لأي استلاب شرقي أو غربي. هو مغرب ينهض بتيار سيادي صاعد، يرفض التبعية، ويؤمن أن معركة المستقبل هي التحرر من بقايا الاستعمار ومن كل تحالف مع وكلاء محليين يبيعون أوهام “التحليل الموضوعي” بينما يخدمون أجندات معروفة.
إن ازدراءكم لا يخيفنا، وتلميحاتكم لا تنطلي علينا. فالمغاربة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، واعون بتاريخهم، متشبثون برموزهم السيادية، فخورون بهويتهم الأمازيغية الجامعة، ومصممون على الدفاع عن مصالحهم العليا مهما كان الثمن.
ليست هناك “أجواء نهاية حكم” كما تتوهمون و كما تريدون افشاءها بين احرار المغرب بل هناك بداية مرحلة جديدة: مغرب قوي، ملكية راسخة، وشعب سيادي يختار مستقبله بيده، بعيداً عن وصاية فرنسا وأذرعها الإعلامية.
وبصفتي مواطناً مغربياً، وفاعلاً سياسياً ملتزماً، أقولها بوضوح: لن نسمح لأي صحيفة مأجورة أن تمس برمزنا الوطني، ولا لأي خطاب استعماري مقنع أن يفرمل مسيرتنا نحو السيادة الكاملة والقرار الحر.
فخور بمغربيتي. فخور بملكيتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات