Ultimate magazine theme for WordPress.

رسالة الى اليسار المغربي الذي لازال يعتقد بالاشتراكية العلمية

84
المطلوب من اليسار المغربي الذي لازال يعتقد بالاشتراكية العلمية أن يراجع نفسه و يستفيد من التجربة الصينية التي نهجت طريق الإصلاح و الإنفتاح و العودة للثرات الصيني. هناك من الرفاق اليساريين من طبلوا بالأمس و فتنوا بالقفزة الكبرى إلى الأمام (حتى أن فصيل سمى نفسه ب إلى الأمام تيمنا بقفزة أسقطت الماوية في الهاوية) رغم أنها كانت كارثة بالنسبة للصين حيث أدت لموت الملايين من الناس جوعا .
وحينما أعلنت الثورة الثقافية تسابقت التيارات الماركسية اللينينية لاعتبارها الخطوة الصحيحة نحو الشيوعية التي ستملأ الأرض عدلا بعد ما ملئت جورا ، و ستكون تمهيدا للقضاء على الطبقية و اختفاء الدولة. إلا أنه تبين أن عشر سنوات من الثورة الثقافية كانت كلها رعب و تقتيل و تدمير للثقافة و الفكر و تأخير للتنمية في الصين. مما استوجب وقفها و البدء في الإصلاح و الإنفتاح و الإنتقال من اقتصاد موجه الذي يعمم الفقر إلى اقتصاد السوق الذي خلق التنافسية وخلق الملايين من المليارديرات ،و أعاد إحياء التفاوت الطبقي لكن قفز بالصين قفزة كبرى حقيقية بوأتها صدارة العالم.
وسميت هذه القفزة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية لأنها نابعة من مزيج من الاشتراكية و و الليبرالية الإقتصادية و الثقافة الكونفشيوسية. فحار معها نفس الرفاق بين من إعتبرها جوهر الاشتراكية ومن اعتبرها زيغ و شرك بواح لما تدعو له العقيدة الصحيحة الماركسية اللينينية
لذلك ما كل ما يلمع ذهبا فعلى الرفاق أن يدرسوا التاريخ و يستفيدوا من التجارب الكونية و من الثرات و خصوصية المجتمع المغربي و أن تتكاثف الجهود من أجل محاربة ما هو أسوأ و هو الهيمنة الإمبريالية و التغلغل الصهيوني و الرأسمالية الجشعة. و أن لا يبقوا حبيسي الماضي فيقع لهم ما وقع لجن سليمان حين مات على كرسيه و استمروا في و خدمته لوقت طويل “لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين”
د.محمد خليل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات