Ultimate magazine theme for WordPress.

رحلتي إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر FWWUN

184
بقلم ريم السعداوي
 
المشاركة في مؤتمر FWW MUN كانت فرصة نادرة لا تُتاح للكثيرين ممن هم في سني. عندما علمت بهذا الحدث، غمرتني مشاعر الحماس والتشويق، خاصة بعدما عرفت أنه سيقام في مدينة نيويورك، حيث يوجد مقر الأمم المتحدة، ذلك المكان الذي طالما حلمت بزيارته. وقد تحقق هذا الحلم، بل وأكثر، إذ أُتيحت لي الفرصة لدخول المقر وتمثيل بلدي الحبيب المغرب بأفضل وجه على الساحة الدولية، والمشاركة في مناقشات حول قضايا كبرى مثل التنمية، البيئة، والتغيرات المناخية، وهي مواضيع تؤثر في العالم بأسره، مما حمّلني مسؤولية أن أكون سفيرة شابة
شجعني والداي على هذه الخطوة، وكانا يؤمنان بأن هذه التجربة ستكون فرصة رائعة لتنمية مهاراتي واكتساب خبرات جديدة تساهم في صقل شخصيتي. وخلال مراحل التكوين الذي وفرته لنا مؤسسة ابن عربي تيط مليل، سواء من الناحية النظرية بالتعريف بأدوار الأمم المتحدة وبعض بنود القانون الدولي الانساني او من خلال إتاحتها لنا الفرصة للقاء شخصيات دبلوماسية من سفراء وفاعلين كل هذا زودنا برصيد معرفي ساعدنا خلال الفعاليات التي أقيمت بنيويورك. ولم تكن هذه المشاركة ان تكون ناجحة لولا المواكبة المستمرة والدائمة للسيدة هاجر اسكور طيلة ايام الرحلة ليلا ونهارا، سواء خلال الزيارات الميدانية لمقر الامم المتحدة وكذا خلال المناظرات او الزيارات السياحية وحتى في الفندق، كما لا ننسى جنود الخفاء من الطاقم الإداري والتربوي للمؤسسة الذين عملوا على إعداد كل ترتيبات الرحلة.
اعتبر نفسي محظوظة لأنني انتمي لمؤسسة ابن عربي فمن خلال التحصيل الدراسي و التكوين الجيد الذي نحصل عليه طيلةً مسارنا الدراسي لنحصل على احسن النتائج، منحت لنا الانشطة الموازية و ضمنها هذه الرحلة القُدرة التي مكنتنا من الترافع و الدفاع عن قضايا عادلة مثل الحفاظ على البيئة و التنمية المستدامة حيث كانت هاتين القضيتين محور اللجنة التي كنت أنتمي إليها دون أن ننسى أمَّ القضايا قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربيةً من طنجة إلى الكويرة.

أنا ريم السعداوي، طالبة في السنة الثانية باكالوريا في مؤسسة ابن عربي، كان لي الشرف في تمثيل بلدي المغرب داخل مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لقد كنت مندوبة المغرب ضمن لجنة مجلس الأمم المتحدة للبيئة. داخل هذه الأخيرة اكتسبت العديد من الكفاءات سواء من خلال المناظرات أو من خلال تعرفي على أناس جدد من مختلف أنحاء العالم. فقد تعلمت أهمية الاستماع الجيد قبل أخذ الكلمة، كما تعلمت كيفية التحاور والمناقشة بطريقة راقية تجعل من الآخر يقف في صفي. وأهم الأشياء التي اكتسبتها هي تعزيز ثقتي في نفسي من كل الجوانب.
ولم تكن الرحلة محصورة على المناظرات فقط بل كانت مرفوقة بعدة زيارات لعدة أماكن، وأول وأهم تلك الزيارات كانت زيارتنا لمقر الأمم المتحدة التي كانت خلال يومنا الثاني في نيويورك بحيث دخلنا إلى الغرف والمجالس التي تقام فيها أكبر المناظرات العالمية والتي يجلس ويتحدث فيها الرؤساء والسفراء وأكبر المسؤولين العالميين. التواجد هناك كان شرفا كبيرا و مصدر فخر لنا و عائلاتنا و مؤسستنا التي كانت سببا في تواجدنا هناك.وكذلك زرنا متحف موما “MoMA” و هو واحد من أهم متاحف العالم المخصصة للفن الحديث. كما زرنا ناطحة السحاب فائقة الطول الموجودة في مانهاتن بنيويورك، وذلك باعتبارها رمزا ثقافيا دوليا بحيث صعدنا إلى أعلى مستوى هذا المبنى الخيالي لرؤية المدينة الصاخبة التي لا تنام، مدينة نيويورك، من فوق.
غير كون الرحلة رحلة تعلمت فيها بناء شخصيتي والتعبير عن نفسي، فهي رحلة عرفت فيها على وطني وعلى مدى افتخاري واعتزازي بالانتماء إليه، فقد ارتديت وزملائي الزي التقليدي لبلادنا وتمشينا به وسط شوارع نيويورك إلى أن وصلنا إلى أكثر مكان صاخب في المدينة حيث تجد السياح والسكان “Times Square “، هذه الساحة التي تمثل قلب المدينة، تتميز بشاشات العرض الضخمة والأنشطة الترفيهية فهي مزيج بين الثقافة والترفيه والتسوق. أثناء مشينا يسارع الناس إلينا بالأسئلة والإطراءات حول لباسنا وثقافتنا، ونحن بدورنا ليس علينا إلا إجابتهم بطريقة تليق بنا وببلادنا.

كما كان الجميع يوجهون هواتفهم وآلات التصوير خاصة نحونا ونحن نرتدي القفطان المغربي العريق.
وأخيرا كانت رحلتي للمشاركة في FWWMUN رحلة موفقة وناجحة وتجربة رائعة من كل النواحي، خاصة من الناحية التعليمية التي كانت الهدف الأساسي من الرحلة فالعلم هو النور الموجود في آخر النفق، وبدوري تعلمت الكثير عن السياسة الدولية والتعاون العالمي، وعززت مهاراتي في التفاوض والتواصل. وبهذا يمكنني القول إنني عدت إلى المغرب بذكريات لا تنسى ومعلومات قيمة لا يمكن الحصول عليها بسهولة، لكن والحمد لله حصلت عليها بفضل الفرصة التي أتيحت لي من طرف مؤسسة ابن عربي والأستاذة هاجر اسكور التي وثقت بي وبقدراتي لذا أود شكرها هي على وجه الخصوص من أجل كل التعب الذي تعبته والمجهودات التي بذلتها. وأتمنى إفادة موطني ومغربي العزيز بكل ما تعلمته.
 وكما يقولون “إذا كان بإمكانك أن تجعلها في نيويورك، فبإمكانك أن تجعلها في أي مكان”، لقد كانت نيويورك بهذه التجربة التي وقعت في أحضانها مصدر إلهام لي.  تجربة نيويورك كانت بداية لأحلامي التي لا تنتهي لذا أتقدم بالشكر لكل من جعلها ممكنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات