Ultimate magazine theme for WordPress.

من مسيرة خضراء هدفها تحرير الارض إلى مسيرات  تهدف إلى تكريم المواطن المغربي

331
الدارالبيضاء / ادريس العاشري 
توج احتفال الشعب المغربي  بالذكرى 47 للمسيرة الخضراء بالخطاب الملكي السامي الذي أعطى كعادته اشارات قوية وهادفة للعالم. 
حيث أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على أن 
 تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء تأتي في مرحلة حاسمة، في مسار ترسيخ مغربية الصحراء.
اذا كانت المسيرة الخضراء المظفرة قد مكنت من تحرير الأرض، فإن المسيرات المتواصلة التي يقودها الملك محمد السادس نصره الله تهدف إلى تكريم المواطن المغربي، خاصة في مناطق الصحراء المغربية العزيزة علينا.
الرسالة التي يجب أن يستوعبها كل المغاربة والمنتظم الدولي هو أن التوجهات الملكية السامية للدفاع عن مغربية الصحراء، ترتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.
في هذا الاطار تطرق الخطاب الملكي السامي إلى البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي تم توقيعه تحت رئاسة جلالته في العيون في نونبر 2015 ، والداخلة في فبراير 2016.
برنامج تنموي مندمج خصص له غلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، ويهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضروري.
فبضل الرعاية الملكية للنهوض بالمناطق الصحراوية المغربية  
حقق البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، بعد مرور حوالي سبع سنوات على إطلاقه نتائج إيجابية حيث بلغت نسبة الالتزام حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص له.
ومن بين هذه الإنجازات ذكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله :
 إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال.
 الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة.
وسيتم الشروع قريبا، في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية، تم إنجاز مجموعة من المشاريع، في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة.
وفي المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة.
و اكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه ان معظم المشاريع المبرمجة، في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير حققت نسبة إنجاز متقدمة.
نفس المجهودات شهدها المجال الاجتماعي والثقافي حيث تم تحقيق عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.
الرسالة القوية والهادفة الموجهة إلى كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمجتمع المدني هو 
التحلي بروح المسؤولية الوطنية و مواصلة القطاع الخاص للنهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي.
وبخصوص اهمية الصحراء المغربية للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول القارة الأفريقية أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي على أن الصحراء المغربية شكلت عبر التاريخ، صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الإفريقي.حيث يسعى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من خلال العمل التنموي إلى ترسيخ هذا الدور التاريخي، وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل.
 توجه ينسجم مع طبيعة العلاقات المتميزة، التي تجمع المغرب، بدول قارتنا الإفريقية، والتي يحرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا الشقيقة.
وخير مثال هو المبادرة الملكية السامية مع فخامة السيد محمدو بوخاري رئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية لا طلاق مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب. ويسعدنا اليوم، أن نسجل التقدم الذي يعرفه هذا المشروع الكبير، طبقا للإطار التعاقدي، الذي تم توقيعه في دجنبر 2016.
في نفس السياق نجد في الخطاب الملكي السامي على أن مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال تشكل لبنة أساسية في مسار إنجاز المشروع.الذي يعكس التزام البلدان المعنية، بالمساهمة في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي، وإرادتها السياسية لإنجاحه.
بما ان المغرب يعتبر جسر ورافعة الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي للدول الافريقية فإن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أكد في خطابه السامي مايلي :
 《 ..واعتبارا لما نوليه من أهمية خاصة، للشراكة مع دول غرب القارة، فإننا نعتبر أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، أكثر من مشروع ثنائي، بين بلدين شقيقين.
وإنما نريده مشروعا استراتيجيا، لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة.
وذلك لما يوفره من فرص وضمانات، في مجال الأمن الطاقي، والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، بالنسبة للدول الخمسة عشر، للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، إضافة إلى موريتانيا والمغرب.
إنه مشروع من أجل السلام، والاندماج الاقتصادي الإفريقي، والتنمية المشتركة : مشروع من أجل الحاضر، والأجيال القادمة.
وبالنظر للبعد القاري لأنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، فإننا نعتبره أيضا مشروعا مهيكلا، يربط بين إفريقيا وأوروبا》.
فيتوجب على كل المغاربة استيعاب ماجاء في الخطاب الملكي السامي المتعلق بالوفاء لروح المسيرة الخضراء، ولقسمها الخالد الذي يتطلب مواصلة التعبئة واليقظة، من أجل الدفاع عن وحدة الوطن، وتعزيز تقدمه وارتباطه بعمقه الإفريقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.