Ultimate magazine theme for WordPress.

نظام كبرانات الجزائر و عقدة ” المغربوفيا”..! ” الفار المقلق من سعد المش”

614
بقلم احمد العهدي

مساء يوم الأحد 21 ابريل 2024 ، بقصر الرياضيات بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تحول إلى مكان كروي كتبه المنتخب المغربي للفوتصال بحروف من نور و بمداد الذهب ، إثر انتصاره السحيق المستحق على نظيره منتخب انغولا، في مقابلة نهائية توجت بتحقيق نتيجة خمسة أهداف مقابل هدف.
و قد حظي منتخبنا بهذه المناسبة السعيدة و الإنجاز الكروي التاريخي ، الذي اسعد الشعب المغربي ، بشرف برقية تهنئة من راعي الرياضة و الرياضيين الرياضي الاول جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و رعاه.
و الاكيد ان هذا التتويج الافريقي ، و هذه النتيجة التي لا اكشف سرا او احمل جديدا لو قلت إنها كانت منتظرة ، هي من ثمار السياسة الملكية الكروية المدروسة المرتكزة على رؤية استشرافية عميقة للآفاق الرياضية الواعدة ، المبنية على اهداف دقيقة ، فضلا عن مجهودات الجامعة الملكية لكرة القدم و الطاقم التقني ، يتصدره المدرب الناخب و اللاعبين المفعمين حسا وطنيا صادقا، ذوي مهارات فردية و جماعية ، تشكل مدرسة كروية قائمة الذات ، دون أن ننسى أن وراء كل ذلك جمهور شغوف متحمس يعشق هذه الرياضة ، التي أصبحت توفر له متعة خاصة ، و تقدم له الفرجة و تصنع له سعادة استثنائية ذات طعم بهيج ، جمهور نموذجي ، بكل المقاييس ، يقدم كل الدعم بتشجيعاته الراقية المتواصلة…
حقا و صدقا شيئ جميل و رائع ان يأتي هذا التتويج للمرة الثالثة على التوالي ، بعد أن توج المنتخب المغربي، بآخر نسختين من البطولة القارية ، إحداها تمت في حاضرة العيون بالصحراء المغربية ..
و في المساء نفسه لذلك المجد الكروي و الانتصار الملحمي القاري ، ياتينا النبأ المهزلة ، الدال على ان النظام العسكري الجزائري الديكتاتوري ، مع عميق صادق محبتنا و تقديرنا للشعب الجزائري الشقيق ، فقد بتصرفاته الرعناء ، غير المسؤولة و لا محسوبة العواقب ، فقد صوابه ، حين اصدر قراره لسلطاته القاضي بمنع الفريق المغربي البركاني الفذ و البطل من ٱرتداء قميصه ” البرتقالي” مرصعا بخريطة المملكة المغربية الشريفة العريقة، منبت الاحرار و مشرق الانوار، و هو القميص الرسمي الذي ٱرتداه في مختلف المحطات الكروية الإفريقية الإقصائية .
في هذا الوقت بالذات ، الذي ركب النظام الجزائري فيه الامواج العاتية الهوجاء لحماقاته المصابة بالكوليسترول الخبيث من الحقد الجنوني و معاكسة المملكة المغربية في حقوقها العادلة المشروعة في صحرائه ، التي اغلق ملفها للابد بعد ٱسترجاع العيون يوم 6 نونبر 1975 ، و الداخلة يوم 14 غشت 1979 ، يحقق المنتخب المغربي فوزه بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة للمرة الثالثة تواليا ، محتلا المرتبة الاولى إفريقيا و عربيا ، و مقدما أوراق ٱعتماده ، بٱعتباره منافسا عالميا شرسا يطمح في كاس العالم المقبل المنظم باوزبكستان ان يرتقي مرتبة احسن من مرتبته الثامنة كونيا حاليا ، و له من المؤهلات ما يجعل طموحه و حلمه هذا مشروعا ، لانه منتخب جاد و مجدِّد و متجدد..
مع كامل الاسى و الاسف المرير ، لم يعد ينطلي على احد ، القاصي قبل الداني ، العدو قبل الصديق ، حسن نية النظام الجزائري و سلطاته في سوء نيته تجاه قضيتنا الوطنية الأولى ، التي هي للامة المغربية تعد بمثابة قضية وجود لا حدود ، و قضية ان نكون او لا نكون ، إيمانا وجوديا صادقا و راسخا ان وطننا العزيز المغرب الصحراوي ، و ان الصحراء مغربية ، و ستبقى مغربية الى ان يرث الله الارض و من عليها ، و إلى ابد الآبدين ..
نعم من كان يصدق ان خريطة وطن على بذلة رياضية على صدر لاعب قد ترعب نظاما بأكمله ، إلى ان جاءنا خبر ولا في الاحلام و اغرب من الافلام الخيالية، جاءنا من كبرانات و سلطات نظام عسكري ديكتاتوري ، و الذي في الحقيقة عودنا على خرجاته الغريبة الدالة على ارتباك بنيوي عميق و متجذر ؟؟!
تصوروا معي خريطة على قميص افقدته صوابه ، و كشفت عن جنونه ، و عرت ورقة التوت التي كان يستر بها عورة دعمه المعلن اللامشروط لكيان قزمي وهمي في زمن التكتلات الرافض للبلقنة و الهيمنة و الشيطنة ، كيان ارادوه وَرَما مجاليا سرطانيا خبيثا خارج حقيقة التاريخ و منطق الجغرافيا..!
و لان الشيء بالشيء يذكر ، فقد صادق الاتحاد الدولي للمصارعات ، رسميا ، على طلب الجامعة الملكية المغربية للمصارعات المماثلة، القاضي باعتماد علم وخريطة المملكة المغربية في الألبسة الرياضية كما هو معمول به و جار به العمل و رسخته تقاليد كل المنافسات داخل القارات الخمس.
وأضاف البلاغ، أن “الجامعة الملكية المغربية للمصارعات المماثلة بادرت إلى اتخاذ قرار يتماشى مع ما صنعه فريق نهضة بركان من موقف تاريخي عند التشبث بالسيادة المغربية، وبالأحقية في وضع الراية الوطنية معززة بالخريطة الوطنية الرسمية التي تشمل كل الأقاليم من طنجة إلى الكويرة”.
و تاسيسا عليه ، يصبح العمل بهذه الألبسة مستشهرة براية الوطن ومعززة بالخريطة المغربية خلال المنافسات القادمة، وأي تحرش من أي كان للمساس بهذا الاختيار السيادي لن نرضخ له مهما تكن الضغوطات.
وخلص البيان، إلى أن “الجامعة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول… ترسيخا لقيم الود والتآخي التي تؤسس لقيم الفعل الأولمبي، وانسجاما مع شعار “الرياضة قاطرة للتعايش والتآخي”، دون أن يشوبها أي تسييس كما حصل في نازلة فريقنا الفذ نهضة بركان”.
نعم ، و نعلنها صيحة مدوية في كل الآذان و امام العالم : مخطئ و واهم من يعتقد ان خريطة بلد عريق كالمملكة المغربية لا يرسم الا على قميص بذلة رياضية ، و بالتالي يسهل محوها او إزالتها..وطن منبت الاحرار و مشرق الانوار رسم شعبُه ، نساء و رجالا ، بالتلاحم الوطيد و التجاوب الروحي الاكيد بين العرش و الشعب ، رسم خريطته بالدماء الزكية للشهداء الابرار ، فرسموها في الروح و الوجدان قبل أن تحملها قمصان فريقنا البطل بَرْكان الذي تحول في حلوق و جوف قلوب خصوم وحدتنا الترابية إلى بُرْكان..!
بالامس الكسكس، و بعده الزليج، و اليوم خريطة بلدنا على قميص رياضي لفريقنا…اما آن لهذه السلسلة الهتشكوكية التي هي اغرب من افلام الخيال و الرعب ان يعلن مخرجوها من كبرانات النظام الجزائري أن يختم بحلقة أخيرة تعفينا من وجع الراس و القلب و ماراطون تماديهم في إذلال نفوسهم ، هم الذين لطخوا مجد تاريخ بلد المليون شهيد؟؟! إنهم بلا حياء و لا ضمير يتفننون في ابتكار تقليعة حماقات يمليها ميل جارف و نزوع جامح نحو تصريف شحنة خزان الحقد والصراع المجاني في قضايا تافهة مفتعلة و مشاكل مغلوطة لتصريف الشعب الجزائري الشقيق عن قضاياه المصيرية الحقيقية و مواجهته العدو الحقيقي و هو الفقر و البطالة بدل حصوله على العيش في بحبوحة رغد العيش الكريم و صرف عائدات ثروة البترول الضخمة في ما يوفر الرفاه للجزائريين الاشراف البررة.
مع كامل الاسى و الاسف قصر المرادية ضبط عقارب ساعته على توقيت الحقد المقيت المجاني ، حتى اصبح مدمنا على هذا الحقد المكشوف ، تكريسا لعقدة المغرب التي تظهر له احيانا في ما يصيب الجزائر من كوارث طبيعية و انتشار مخدرات ، بل وصل بهم حقدهم حد تفسير كل فشل رياضي بمؤامرة حبكها في الكواليس رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم السيد فوزي لقجع ..
فلم كل هذا الحقد بجرعات كرغلية زائدة تجاه جار للجارة الشرقية اسمه المملكة المغربية ، ارضها ملتقى الحضارات و الثقافات و حوار الديانات و تعايش الشعوب .. انها عقيدة كابراناتية راسخة، لم يعد النظام الجزائري العسكري قادرا على إخفاء معالم جغرافيتها و لا ملامح جرائمها ، لا عن العالم ولا حتى عن مواطنيه ، و كما جاء على لسان الاستاذ “بل هو (مشيرا للنظام الجزائري)يعلنها إعلانا حتى حين يتوقع لها أن تلطخ صورته دوليا، مما يعني أننا بإزاء حالة إدمان من نوع خاص: الإدمان على معاكسة المغرب.”
اما آن لمعركتهم الوهمية التمويهية الدونكشوتية و محاربتهم للطواحين ان تعلن غسلها الذريه لتبتكر سيناريوهات و مسرحيات كرغلية أخرى تفاديا لروتين يبعث في النفوس الملل و يستفز فيها مثيرا رغبة الغثيان؟؟!
إن التستر المكشوف و الاختباء وراء الحيادية و دعم مبادرات تحرير الشعوب ، سقطت اقنعته و أسطورة أكل عليها الزمان و شرب ، امام الامر الواقع لقمصان بَركانية “برتقالية”، كما فضحتها بالامس القريب غياب دعم اجرائي للقضية الفلسطينية بالمواقف بدل الشعارات الجوفاء، لان المواقف الحقة هي التي برزت في الدعم المغربي للمقدسيين في ظروفهم الصعبة القاسية ، عبر مدهم بالمساعدات الإنسانية التي قدمها رئيس لجنة القدس جلالة الملك محمد السادس، و مبادرات بيت مال القدس الشريف شاهدة على ذلك و بشهادة شخصيات عالمية وخاصة فلسطينية مرموقة..
إنها هلوسات نوبات الضربات القوية المتثالية على حلبة الهزائم الدبلوماسية المتنامية التي يتعرض لها و تهتز على وقعها زلزالا مدويا الدفاعات المفضوحة و الاسطوانات المشروخة لبلاغات و تصريحات الكبرانات الجزائرية و من يسير في فلكها من قبيل دولة جنوب إفريقيا..
هل تساءل هذا النظام الجزائري ، و هو اصبح ينطبق عليه المثل الشعبي المغربي القائل:” الفار المقلق من سعد المش”، و يمكن ترجمته كالتالي: الفأر حين يتعصب و يفقد صوابه يقدم خدمة للقط لانه بذلك ييسر عليه الإنقضاض عليه، و تصيده دون مجهود يبذله ، اقول هل تساءل هذا النظام الجزائري يوم يرتدي فريق كرة قدم او اي فريق جزائري في اي رياضة قميصا او بذلة رياضية تحمل الخريطة الجزائرية ، و ياتي ليلعب بالمغرب ان يقال له : عليك ان تلعب بقميص بدون تلك الخريطة ، و يصادر منه قمصانه حتى تنتزع منه منطقة القبايل ، التي اعلنت حركتها تيزي وزو عاصمة لدولتها؟؟! طرحتُ هذا التساؤل الاستنكاري ، و كلي يقين ان المملكة المغربية، ملكا و حكومة و شعبا ، تنأى بنفسها ان يكون هذا سلوكها و رد فعلها ، لان الرياضة مجال لتجسيد علاقات المحبة و السلام بين الشعوب ، مجال للعب النظيف ، و لذلك تترفع بلدنا ان تنزل لمستوى لا يليق بها كدولة عريقة و ناضجة ذات اعراف تواصلية أصيلة و نبيلة …
إن عاهلنا المفدى، نصره الله ، في خطبه الملكية السامية ما فتئ يؤكد على أن الجزائر تستحق منا التعامل الإنساني الاخوي القائم على الاحترام ، تقديرا لحسن الجوار ، و استحضارا للروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين ، المغربي و الجزائري ، و هي اقوى مما يفرقهما ، و لطالما بادر ملكنا الهمام الى نهج سياسة اليد الممدودة تجاه أشقائنا الجزائريين .
و جدير بالذكر و التذكير أن المنتخب المغربي للفوتصال سبق له أن ضمن تأهله لنهائيات كأس العالم ، التي ستستضيفها دولة أوزبكستان، و سيشارك فيها و عينه على تحقيق حلم تحسين ترتيبه العالمي في كرة الفوتصال التي أصبحت فيها بلادنا رقما صعبا..
و ختاما اقول ، نحن المغاربة مهما نتلقى من حقد دفين و اذى من النظام الجزائري ، سنظل نردد بقلوبنا قبل حناجرنا ان: الشعب المغربي و الشعب الجزائري إخوة اشقاء يؤمنون أن ما يجمعهم اقوى مما يفرقهم ، عكس ما يريد الفاسدون و يسعون إلى ان يثبتوه و يوهموننا به ، معتمدين على سيناريوهات سخيفة و مكشوفة ، فقدت بريق حبكتها التشويقية ، و فطن الجميع لابعادها التوسعية الدنيئة..!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات