Ultimate magazine theme for WordPress.

خطاب جلالة الملك في البرلمان.. دعوة للجدية وتكريس المسؤولية وإعادة الثقة للمواطن

خطاب الملك في البرلمان: دعوة للجدية وتكريس المسؤولية

99
في افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة من الولاية البرلمانية، وجّه الملك محمد السادس خطابًا حمل نبرة توجيهية واضحة، داعيًا النواب إلى استثمار السنة المتبقية في العمل الجاد والمسؤول. الخطاب لم يكن احتفاليًا بقدر ما كان تقييمًا ضمنيًا لأداء المؤسسة التشريعية، وتحفيزًا لإنهاء الولاية بأثر ملموس.
الملك شدد على أهمية التشريع والمراقبة وتقييم السياسات العمومية، معتبرًا البرلمان ركيزة أساسية في البناء الديمقراطي. كما أشار إلى الدور المتنامي للدبلوماسية البرلمانية، داعيًا إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات التمثيلية والدبلوماسية الرسمية في خدمة القضايا الوطنية.
الخطاب حمل أيضًا رسالة أخلاقية، مفادها أن المسؤولية لا تنتهي بانتهاء الولاية، بل تتجلى في كيفية إنهائها. في هذا السياق، دعا الملك إلى تجاوز الحسابات الضيقة، والتركيز على المصلحة العامة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد.
 الخطاب الملكي هو بمثابة خارطة الطريق جديدة  ولحظة تقييم،  كما فتح المجال أمام نقاش وطني حول فعالية المؤسسات التمثيلية، وجدوى العمل السياسي في خدمة المواطن.
 يظل الخطاب الملكي أمام البرلمان لحظة تأمل وطنية، لا تُقاس فقط بما قيل، بل بما لم يُقل أيضًا. في افتتاح السنة الأخيرة من الولاية التشريعية، اختار الملك محمد السادس أن يخاطب ممثلي الأمة بلغة المسؤولية، لا المجاملة، وبنبرة التقييم، لا التبرير.
لسنا هنا لنصفق، ولسنا هنا لنُدين. نحن هنا لنُصغي، ونُحلل، ونُعيد ترتيب الأسئلة التي تهم المواطن المغربي، خاصة ذلك الشاب الذي يتابع المشهد من خلف شاشة هاتفه، متسائلًا: ماذا بعد؟
الخطاب الملكي لم يكن احتفاليًا، بل كان دعوة صريحة إلى استكمال ما بدأ، إلى إنهاء الولاية بما يليق بثقة الشعب، وإلى تجاوز منطق الانتظار نحو منطق الإنجاز. في هذا السياق، تبرز أصداء مغربية كمنصة مستقلة، لا تنقل الحدث فقط، بل تُعيد تشكيله في وجدان القارئ، وتمنحه بعدًا إنسانيًا، بصريًا، وصوتيًا، يليق بتاريخنا وتطلعاتنا.
نحن لا نبحث عن الإثارة، بل عن الأثر. لا نُطارد العناوين، بل نُلاحق المعاني. وفي زمن الاحتجاجات الصامتة، والآمال المؤجلة، نؤمن أن الكلمة الصادقة، والصورة الرمزية، والصوت الهادئ، يمكن أن تُحدث فرقًا.
فكيف نُعيد بناء الثقة؟ ليس فقط بين المواطن والمؤسسات، بل بين المغربي وذاته، بين الماضي الذي نعتز به، والحاضر الذي نُريد أن نفهمه، والمستقبل الذي نُصرّ على صناعته.
الخطاب الملكي أما ممثلي الشعب ليس مجرد افتتاح لدورة تشريعية، بل لحظة تقييم وطنية، ورسالة سياسية موجهة لكل من يشتغل في الحقل العام. إنه دعوة إلى استعادة الثقة، وتكريس المسؤولية، وتجاوز منطق التدبير الزمني نحو منطق الأثر والإنجاز.
المصطفى بلقطيبية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات