ليس الرحيل نهاية حياةٍ فقط، بل هو امتحانٌ لصدق القلوب التي عاشت مع الفقيد، وعرفت معدنه الأصيل . واليوم نكتب بمداد الحزن عن رجلٍ لم يكن عابرًا في تاريخ قبيلته ولا في مسار إقليمه : المرحوم عمارة الحاج اعمارة، أحد الوجوه البارزة من أبناء إقليم شيشاوة، السياسي المحنّك، والوجيه الاجتماعي، وصاحب الكلمة المسموعة في مجتمعه .
كان الفقيد رحمه الله عنوانًا للوقار، ورمزًا من رموز الحكمة التي عُرف بها أبناء إقليم شيشاوة عبر أجيال . لم يكن مجرد سياسي يمارس دوره في الحقل العام، بل كان رجل مواقف، يستحضر قيم الأصالة، ويعكس صورة القبيلة في غير ما مقام، بالاعتدال والرزانة والإخلاص.
رحيله اليوم يترك فراغًا كبيرًا في محيطه، ويبعث في النفوس شعورًا بالفقد الذي لا يُعوّض، لأنه يمثّل جيلًا من الرجال الذين جمعوا بين الحضور السياسي والوجه الاجتماعي والرصيد الأخلاقي.
وإذ نرفع أكفّ الضراعة للمولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، فإننا في الوقت نفسه نرفع القبعة احترامًا لمسارٍ قضاه في خدمة بلده وقبيلته، ونشدّ على أيادي أسرته وأبنائه اعمارة حاتم…عابد…وخالد وذويه ، داعين لهم بالصبر والسلوان.
لقد غادرنا الجسد، لكن الذكرى باقية… باقية في ذاكرة الإقليم ، وفي قلوب من عرفوه وأحبوه، وفي صفحات الإقليم التي سطّر فيها اسمه بأحرف من احترام.
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة ” أصداء مغربية ” بتعازينا لعائلة الفقيد كبيرا وصغيرا وانا لله وانا اليه راجعون.