Ultimate magazine theme for WordPress.

مغاربة العالم كفاءات و طاقات للاستثمار بشكل أفضل في الطاقات لبناء جسر امتداد الجيل الذهبي من المغاربة

549
لطالما كان المغرب أرضًا ولّادة للكفاءات الاستثنائية التي تجاوز إشعاعها حدود الوطن لتترك بصمات خالدة في المحافل الدولية فبين أروقة البحث العلمي، وفضاءات الابتكار، ومنصات القرار السياسي والرياضي، لمع مغاربة من طينة خاصة حملوا هويتهم الوطنية في القلب، وانطلقوا بها نحو العالمية.
إن قصص النجاح التي صنعها جيل ذهبي من المغاربة في العقود الأخيرة ليست محض مصادفة، بل هي نتاج اجتهاد فردي، وإرادة صلبة، وقدرة على تحويل التحديات إلى فرص.
غير أن هذا النجاح يطرح سؤالًا مركزيًا: هل يمتلك المغرب اليوم رؤية واضحة لاستثمار طاقات شبابه وبناء جسر لامتداد هذا الجيل الذهبي؟
لم تكن مسيرة المغاربة نحو العالمية سهلة، لكنها كانت شاهدة على عقول مبدعة وأيادٍ ماهرة، استطاعت أن ترتقي في فضاءات كان يُعتقد أنها حكر على دول متقدمة.
رشيد اليزمي، العالم الذي أحدث ثورة في مجال بطاريات الليثيوم-أيون، كما ابتكر تقنية تمكّن من شحن بطاريات الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية في مدة قياسية.
بعد حصوله على الدكتوراه من جامعة غرونوبل في فرنسا عام 1985، بدأ حياته المهنية في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي الموجود في المدينة نفسها. وتدرج في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبح مديرا للأبحاث في المركز (1998-2007).
 أسس شركة ناشئة في كاليفورنيا لتطوير وتسويق اكتشافاته الحاصلة على براءة اختراع، وخاصة فيما يتعلق ببطاريات أيونات الفلورايد.
كما أسس شركة ناشئة في سنغافورة مختصة بتطوير تكنولوجيا زيادة عمر البطاريات ورفع مستوى الأمان فيها لتوسيع استخدامها في وسائل التخزين في الأجهزة الإلكترونية المحمولة وتطبيقات السيارات الكهربائية.
يعد اليزمي مرجعا في عالم التخزين والبطاريات، وهو المجال الذي قدم فيه إنجازات علمية كبيرة تم تصنيفه على إثرها ضمن أهم 10 شخصيات مسلمة عام 2015
لديه ما لا يقل عن 180 براءة اختراع، ونشر أكثر من 250 بحثا علميا، وبفضل إنجازاته العلمية تم تصنيفه ضمن أهم 10 شخصيات مسلمة في العام 2015.
كمال الودغيري،. مهندس اتصالات وعالم فضاء مغربي، يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. شارك ضمن الطاقم المشرف على هبوط المركبتين سبيريت وأوبورتيونيتي على المريخ، وشارك كذلك في عملية إنزال مختبر علوم المريخ، وكانت مهمته في هذه البعثة الأخيرة متابعة الإشارات التي يصدرها روفر كوريوسيتي خلال عملية نزوله على كوكب المريخ٬ انتقل إلى لوس أنجلوس في الولايات المتحدة في أواخر الثمانينيات ليكمل دراساته العليا في الاتصالات في جامعة جنوب كاليفورنيا. مرة أخرى، بصم العالم المغربي كمال الودغيري على إنجاز جديد بحصوله على ميدالية «الخدمة الاستثنائية» من طرف وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا».
التحولات التي عرفتها الجالية المغربية، في جميع الميادين ، خاصة بروز أجيال جديدة تضم كفاءات متنوعة وعالية في مجالات مختلفة ومنفتحة على عصرها مندمجة في المجتمعات التي تعيش فيها، وحريصة على الارتباط بالوطن، وتحصين هويتها الثقافية ومساهمتها في تنمية وتطوير بلدها الأصلي، اقتصاديا وأمنيا
وكمثال لهؤلاء السفراء الذين يعطون صورة نموذجية عن كفاءتهم المهنية نجد الخبير الأمني الدولي السيد الحسين كوغروض المغربي الذي راكم خبرة كبيرة في مختلف الإدارات الامنية الدولية بما في ذلك مكافحة الإرهاب والاستخبارات العامة في الشرطة العالمية Scotland Yard اللندنية ، مما جعله يتوج بعدة جوائز ومكافات عالمية.
كوغروض الحسين ، الشخصية الاستثنائية التي جمعت بين رؤية استراتيجية وقدرة على إدارة الملفات الكبرى بعمق وحكمة لقد ترك كوغروض بصمة لا تُمحى في مجال الإدارة والتدبير السياسي، حيث مثّل نموذجًا مغربيًا خالصًا لقيادة المشاريع الوطنية الكبرى بروح وطنية خالصة وانفتاح عالمي، مجسدًا بذلك قيم الالتزام والمسؤولية.

جليل بنعبد الله، هو الآن عضو مجلس إقليمي ونائب الرئيس المسؤول عن الاقتصاد والتشغيل والابتكار وإعادة التصنيع. مقيم في غارد بفرنسا، هو قائد أعمال ناجح.
أسس  مجموعة SDTech في أليس، المتخصصة في تحليل وإنتاج المساحيق فائقة الدقة للصناعة. ويتولى رئاسة العديد من الشركات التي يعمل بها حوالي خمسين شخصًا. ويبلغ حجم مبيعات هذه الشركات 3 ملايين يورو.
 رضوان بشيري حاصل على عدة شواهد عليا في الاعلام والتواصل مقاول ممتاز، مدير وكالة متخصصة في الاستشارات والتواصل والعلاقات الدولية وكذلك تنظيم المنتديات ومرافقة الوفود الرسمية
. صحافي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي والمؤسسات الأوروبية الرسمية مؤسس  منتدى النساء الرائدات، رئيس جمعية اجيال المغرب ببروكسل مؤسس المنتدى المغربي للتنمية ببلجيكا، فرنسا وألمانيا . مسؤول عن عدة وفود زارت المغرب من اجل تعزيز علاقات في عدة مجالات .فاعل اقتصادي وخبير في العلاقات الدولية.
إطار فد بمؤهلات علمية و إعلامية و دبلوماسية متميزة جعلته قائدا متمرسا لجبهة الدفاع عن الوحدة الوطنية بالمحافل الدولية و الأوروبية ضد كل من سولت له نفسه التجرؤ على مقدسات المملكة و وحدتها الترابية.
 السيد عماد الهواري هو رئيس  لجنة  الدراسات والاستراتيجيات الاقتصادية والاستثمار التابعة للمنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح  وسفير متجول وله علاقات مع شخصيات بارزة في العالم لأكثر من 50 دولة وخاصة في القارة الإفريقيىة  ودائما متواجد في الساحة الوطنية والدولية دفاعا عن المصالح الوطنية والمساهمة في تنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا وذلك من أجل براز المسار التنموي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مختلف الميادين، والمساهمة في تحسين ثقافة المواطنة وقيم التعايش والتسامح، والتعبئة والمرافعة دفاعا عن مصالح المملكة المغربية. والعمل على تحسين نظرة المنتظم الدولي لصورة المملكة.
إن الديبلوماسية الموازية لا تقتصر فقط على الجانب السياسي بل تلعب دورا اساسيا في العلاقات الاقتصادية الدولية وتنمية الاقتصاد الوطني. و ذلك بفضل مغاربة يتحدون كل العراقيل ومتشبعين بحب الوطن والدفاع عن مقدساته  وخير نموذج هو ما يقوم به السيد عماد الهواري سفير السلام  من أجل جلب الاستتمارات وخلق فرص العمل ببلده المغرب الذي يتمتع بمناخ الاستقرار والاصلاحات الجريئة التي اطلقها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله.
هذه النماذج ليست سوى جزء يسير من فسيفساء الكفاءات المغربية التي برهنت أن حدود المغرب الجغرافية لم تكن يومًا قيدًا لطموحات أبنائه.
على الرغم من هذه النجاحات الباهرة، يظل السؤال قائمًا: كيف يمكن للمغرب أن يستثمر هذه الطاقات ويحوّل نجاحات الأفراد إلى مشروع وطني متكامل؟
إن بناء امتداد للجيل الذهبي يمرّ بالضرورة عبر إصلاح عميق للمنظومة التعليمية، بحيث تتحول من تلقين جامد إلى فضاء للإبداع والابتكار، فلا يمكن الحديث عن مغاربة بحجم العالم دون مدارس وجامعات تواكب التحولات المعرفية والرقمية.
رغم وجود طاقات مغربية كبرى في المهجر، إلا أن غياب قنوات مؤسستية لاستقطابهم والاستفادة من خبراتهم يجعلهم في كثير من الأحيان خارج معادلة التنمية الوطنية المطلوب هو إطار قانوني ومؤسساتي يضمن نقل المعرفة بين الداخل والخارج ويجعل من هذه الطاقات شركاء حقيقيين في السياسات العمومية.
لا يمكن بناء امتداد للجيل الذهبي دون بيئة حاضنة للبحث العلمي. المغرب مطالب اليوم بالاستثمار في المراكز البحثية والتكنولوجيا المتقدمة، وتحفيز الشباب على الإبداع عبر تمويلات مستدامة ومشاريع وطنية ذات أفق عالمي.
نجاح المغاربة في الخارج هو مزيج من الانتماء الوطني والقدرة على الانفتاح و بناء جسر الامتداد يتطلب إعادة الاعتبار للهوية المغربية بمختلف روافدها، وفتح المجال أمام رؤى جديدة تتجاوز الإقصاء وتحتضن التنوع الثقافي واللغوي.
إذا كان الجيل الذهبي قد شق طريقه وسط العقبات، فإن مسؤولية بناء جسر الامتداد تقع على عاتق الدولة والمجتمع معًا. المغرب بحاجة إلى رؤية وطنية شاملة تجمع بين:
تشجيع مبادرات الشباب وتمكينهم من أدوات الفعل والابتكار.
ربط السياسات الوطنية بالتحديات الكونية الكبرى، من التكنولوجيا إلى البيئة.
في النهاية، فإن المغاربة بحجم العالم ليسوا مجرد استثناءات، بل هم دليل حي على أن الطموح والإبداع متأصلان في هذا الوطن كما إن بناء امتداد لهذا الجيل الذهبي ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية لضمان مستقبل أكثر إشراقًا واستقلالية.
الحسين شهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات