Ultimate magazine theme for WordPress.

الأجمل في دونالد ترامب..!

109
خلق الرئيس الأمريكي ترامب إجماعا عالميا ضد السياسات التي ينهجها سواء من طرف حلفائه أو من لدن خصومه، لأنه ينهج حمائية غير مسبوقة لصالح بلده تتجاوز لغة العولمة و انفتاح الأسواق و انسيابية انتقال رؤوس الأمول و البشر ، كما أنه يدافع عن الدولة العبرية على ” عينك ابن عدي” متناسيا حلفاءه التقليديين من دول الخليج الذين يعتبرهم أكواما من ألأموال يجب أن تدفع مقابل ما أسماه ب “حماية” الأنظمة و ضغط على السعودية كي تضخ تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي ، كما رفع من ضرائب دخول منتوجات الاتحاد الأوروبي كالشمبانيا و النبيذ الفرنسية و الحديد الأوروبي و المنتوجات الصينية و الكندية و المكسيكية،
زد على ذلك أنه هدد باحتلال جزيرة غريلاند متناسيا الأمن الأوروبي و اتصل ببوتين لإيجاد مخرج للصراع الأوكراني في إطار صفقة تمكن موسكو من قضم أراضي لكييف مقابل تغاضي روسيا عن احتلال أراضي من سوريا و من الضفة الغربية و من غ.زة .فالجميل في ترامب أنه جسد سياسة الولايات المتحدة بشكل واضح بعيدا عن تسويق لغة الخشب و تنميق الخطابات و افخاخ الصالونات السرية ،
و أكد أن لغة المصالح و الصفقات هي الفيصل و أن أمريكا ليست صديقا تقليديا لأحد و أنها تؤمن بالقوي و تتحالف معه. كل هذا يطرح عدة أسئلة على دول الطوق لإسرائيل التي لم تدعم المقاومة الفلسطي.نية طمعا في اتقاء شر أمريكا ، لكن ما إن إنتهى الصراع في قطاع غ.زة ، حتى بادر ترامب الى تهديد مصر من خلال وقف الاعانات و المساعدات و وقف بيع قطع غيار الأسلحة و تهديد الأردن أيضا رغم أنهما حليفان تقليديان في إطار اتفاقية كامب ديفيد و ملحقاتها و اتفاقية وادي عربة. فالرئيس الامريكي كان واضحا وضوح الشمس ،
و يطرح على النظام الرسمي العربي عدة أسئلة قصد التموقع سياسيا و اقتصاديا في هذا العالم الموحش ما دامت الدول العربية تمتلك اقتصادا يتجاوز 5 تريليون دولار يجعلها في المرتبة الثالثة بعد امريكا و الصين و مساحة تناهز 17 مليون كلم مربع و ساكنة تتجاوز 400 مليون نسمة ، وهو تحدي كبير على هذه الدول لبناء ديمقراطيات محلية تؤسس لتكتلات اقتصادية اقليمية ثم تكتلا سياسيا اقتصاديا عربيا . غير ذلك ستصير هذه الدول لقمة سائغة في يد القوة الأمريكية .
فالرهان صعب و ترامب رغم ردود الفعل ضده فقد أسقط القناع عن القناع كما ردد ذات يوم محمود درويش.
رشيد حمزاوي .وجدة في 15 فبراير 2025.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات