خلق الرئيس الأمريكي ترامب إجماعا عالميا ضد السياسات التي ينهجها سواء من طرف حلفائه أو من لدن خصومه، لأنه ينهج حمائية غير مسبوقة لصالح بلده تتجاوز لغة العولمة و انفتاح الأسواق و انسيابية انتقال رؤوس الأمول و البشر ، كما أنه يدافع عن الدولة العبرية على ” عينك ابن عدي” متناسيا حلفاءه التقليديين من دول الخليج الذين يعتبرهم أكواما من ألأموال يجب أن تدفع مقابل ما أسماه ب “حماية” الأنظمة و ضغط على السعودية كي تضخ تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي ، كما رفع من ضرائب دخول منتوجات الاتحاد الأوروبي كالشمبانيا و النبيذ الفرنسية و الحديد الأوروبي و المنتوجات الصينية و الكندية و المكسيكية،
زد على ذلك أنه هدد باحتلال جزيرة غريلاند متناسيا الأمن الأوروبي و اتصل ببوتين لإيجاد مخرج للصراع الأوكراني في إطار صفقة تمكن موسكو من قضم أراضي لكييف مقابل تغاضي روسيا عن احتلال أراضي من سوريا و من الضفة الغربية و من غ.زة .فالجميل في ترامب أنه جسد سياسة الولايات المتحدة بشكل واضح بعيدا عن تسويق لغة الخشب و تنميق الخطابات و افخاخ الصالونات السرية ،
و أكد أن لغة المصالح و الصفقات هي الفيصل و أن أمريكا ليست صديقا تقليديا لأحد و أنها تؤمن بالقوي و تتحالف معه. كل هذا يطرح عدة أسئلة على دول الطوق لإسرائيل التي لم تدعم المقاومة الفلسطي.نية طمعا في اتقاء شر أمريكا ، لكن ما إن إنتهى الصراع في قطاع غ.زة ، حتى بادر ترامب الى تهديد مصر من خلال وقف الاعانات و المساعدات و وقف بيع قطع غيار الأسلحة و تهديد الأردن أيضا رغم أنهما حليفان تقليديان في إطار اتفاقية كامب ديفيد و ملحقاتها و اتفاقية وادي عربة. فالرئيس الامريكي كان واضحا وضوح الشمس ،
و يطرح على النظام الرسمي العربي عدة أسئلة قصد التموقع سياسيا و اقتصاديا في هذا العالم الموحش ما دامت الدول العربية تمتلك اقتصادا يتجاوز 5 تريليون دولار يجعلها في المرتبة الثالثة بعد امريكا و الصين و مساحة تناهز 17 مليون كلم مربع و ساكنة تتجاوز 400 مليون نسمة ، وهو تحدي كبير على هذه الدول لبناء ديمقراطيات محلية تؤسس لتكتلات اقتصادية اقليمية ثم تكتلا سياسيا اقتصاديا عربيا . غير ذلك ستصير هذه الدول لقمة سائغة في يد القوة الأمريكية .
فالرهان صعب و ترامب رغم ردود الفعل ضده فقد أسقط القناع عن القناع كما ردد ذات يوم محمود درويش.