Ultimate magazine theme for WordPress.

الدكتور عبد الباسط سيد : المبادرة المغربية للحكم الذاتي، هي السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع وتعزيز الرخاء والاستقرار في منطقة المغرب العربي.

114
دعا الدكتور عبد الباسط سيد، رئيس منظمة العمل الإنساني العالمي في لندن وهي منظمة غير حكومية دولية ، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 16 أكتوبر 2024، إلى حل نهائي وسلمي لقضية الصحراء الغربية، مؤكدا على الحكم الذاتي المغربي وتظل هذه المبادرة هي المسار الواقعي الوحيد لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
الصراع الذي استمر لعقود
منذ نهاية الاستعمار الإسباني في السبعينيات، وضع صراع الصحراء الغربية المغرب في مواجهة جبهة البوليساريو، وهي مجموعة تناضل من أجل استقلال الإقليم، بدعم من بعض الدول المجاورة. وعلى الرغم من قرارات الأمم المتحدة، فإن المفاوضات تكافح من أجل التوصل إلى حل دائم، ولا تزال مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر تؤرخ معاناة الآلاف من الصحراويين الذين عاشوا في ظروف محفوفة بالمخاطر لعدة عقود.
وسلط الدكتور سيد، في كلمته، الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها الصحراويون في مخيمات تندوف، بما في ذلك حالات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، والتي غالبا ما تكون في ظروف غير إنسانية. وأعلن أن “المئات من الصحراويين اختطفوا واحتجزوا دون محاكمة، وما زالوا يعانون من آثار هذه السنوات من الحرمان من الحرية”.
المغرب: مبادرة الحكم الذاتي كحل
وأمام هذا الوضع، جدد الدكتور سيد التأكيد على دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب سنة 2007، والتي اعتبرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حلا جديا وذي مصداقية. وأضاف أن “المغرب أبدى التزامه بتوفير حكم ذاتي واسع للصحراويين مع الحفاظ على وحدة أراضيه”. وتقترح هذه الخطة توسيع الإدارة المحلية تحت السيادة المغربية، استجابة للمطالب الدولية بإيجاد حل سلمي وعادل للنزاع.
كما رحب الدكتور سيد بالتقدم الاقتصادي الذي تشهده الصحراء تحت الإدارة المغربية، خاصة الاستثمارات في البنية التحتية وخلق آلاف مناصب الشغل للصحراويين. وأكد الدكتور سيد أن “مقابل كل جنيه إسترليني يتم تحصيله كضرائب بالمنطقة، تحصل الصحراء في المقابل على سبعة جنيهات، مما يجعلها من أكثر المناطق تطورا في المغرب”، مشددا على الفوائد الملموسة للسكان المحليين.
اعتراف غير متوقع
وفي عام 2023، اعترف قادة جبهة البوليساريو علناً بارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان، وهو الاعتراف الذي صدم المجتمع الدولي. إلا أن هذا الاعتراف لم يتم نقله بشكل كافٍ في المفاوضات. وقال الدكتور سيد: “إن هذا ليس مجرد اعتراف بالذنب، ولكنه أيضًا دعوة لإنهاء معاناة الصحراويين في المخيمات”.
وعلى الرغم من هذا الاعتراف، يواصل مسؤولو البوليساريو الحفاظ على وجودهم في مخيمات تندوف والعمل كقوة شبه عسكرية، مما يساهم في عدم الاستقرار في منطقة المغرب العربي برمتها. وشدد الدكتور سيد على أن البوليساريو تشكل عامل زعزعة للاستقرار ليس فقط بالنسبة للصحراء، ولكن أيضا بالنسبة لبقية شمال إفريقيا، مما يؤدي إلى تأجيج التوترات والمخاطر المرتبطة بالتطرف.
نداء إلى المجتمع الدولي
واختتم رئيس منظمة العمل الإنساني العالمي كلمته بدعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل لمخطط الحكم الذاتي المغربي. وأضاف أن “السلام لا يمكن الحفاظ عليه بالقوة، ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال التفاهم”، مشددا على أهمية الحوار الصادق والحل الذي يأخذ في الاعتبار مصالح الصحراويين، ولكن أيضا الاستقرار الإقليمي.
كما أعرب الدكتور السيد عن قلقه إزاء الاستخدام السياسي للصراع من قبل بعض الدول والمجموعات الإقليمية. “تواصل بعض الجهات الفاعلة التلاعب بهذا الصراع لخدمة مصالحها الجيوسياسية الخاصة، ولكن حان الوقت لوضع رفاهية الصحراويين في قلب المفاوضات. »
الخاتمة: نحو سلام دائم؟
تظل مسألة الصحراء واحدة من أطول الصراعات وأكثرها تعقيدا في العالم. إن معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف والشكوك المحيطة بوضع المنطقة تتطلب حلا سريعا ومنصفا. وبحسب الدكتور سيد، فإن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي يدعمها جزء كبير من المجتمع الدولي، هي السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع وتعزيز الرخاء والاستقرار في منطقة المغرب العربي.
ومن خلال تأكيده على أن “السلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التفاهم”، يدعو الدكتور سيد إلى العمل الجماعي لدعم الحل السلمي للنزاع، مع احترام حقوق الصحراويين والسلامة الإقليمية للمغرب.
ويعلق الأمل الآن على دبلوماسية دولية متجددة، تأخذ في الاعتبار في نهاية المطاف الحقائق على الأرض وتطلعات السكان المعنيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات