في اليوم الكوني لمن كاد ان يكون رسولا

  ذ. احمد العهدي

 

تشاء الصدف الجميلة بل الأقدار الإلهية ان يتزامن اليوم الاممي لعيد المدرِّس(ة) ، هذه السنة ، السبت 5 اكتوبر 2024 ، مع فاتح شهر ربيع الثاني من السنة الهجرية 1446 ، و هو تزامن من باب الفال الحسن لٱلتقاء الفيض الروحي العظيم مع الذكرى الأممية للإحتفاء برسالة حامل الهم التربوي الجسيم..

كلما حلت الذكرى/ العيد ، لان هكذا اريد له ، إلا و يتذكر سوادنا الاعظم قول امير الشعراء احمد شوقي :

” قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم ان يكون رسولا!”.

فسلاما لمن ٱختاروا من الوظائف ما يجعل غيرهم احسن منهم.. سلاما لمن آمنوا ان رسالتهم اشرف من كل حلم و طموح ، و هم بثقة المؤمن و إيمان الواثق واعون تمام الوعي ان مهنتهم النبيلة لا تحقق احلامهم إلا ان تكون تنقية الذوق و ترقية الوعي من اجل مجتمع يعيش على مبادئه لان كل مجتمع تبنيه قيمه..

صحيح هي مهنة المتاعب و العتاب و المعاطب ، لكن بطعم إنساني شريف و نظيف و عفيف…فتحية تقدير و إكبار و مجد و شموخ لكل الاستاذات و الأساتذة الذين تلطخت اصابعهم بالطباشير و ٱستنشقوا ذراته المتناثرة تملؤ رئاتهم و قد ارهق الكلام حناجرهم المبحوحة و طالت الضغوطات نفسياتهم المجروحة ، و مع ذلك بقوا صامدين و صامدات محافظين على ٱبتساماتهم مشرقة عريضة لانهم مربون و مربيات..!

ما اروعكم و ما ابدعكم ! ما اكرمكم و ما اعظمكم ! أليس الموظف(ة) مهما كانت وظيفته يظل مشتغلا جالسا ، و المستفيد(ة) واقفا(ة) إلا أنتِ ايتها المدرسة الشريفة الشامخة و انت ايها الشريف الشامخ ، تظل واقفا و المستفيدون منك من المتعلمين جالسون ؟!

فسلاما عليكم تُلبسون الحرف جلباب كلمات رصعتها القيم و الشيم..سلاما لكم قانعون و مقتنعون ان لا قيمة لما يعطيه الإنسان ما لم يكن جزءا من ذاته .. طوبى لكم صناع مجد جيل المستقبل و بناة رقيه المجتمعي في صمت ، لكن بمسؤولية و إباء.. سلام عليكم علمتمونا ٱستقامة الأخلاق قبل الحروف و ٱعتدال السلوك قبل السطور..

و في عيدكم الاممي و يومكم الكوني ، اُهديكم خاطرة ، بشغاف القلب قبل الجوارح و الحنجرة اقول فيها ، بقبعة مرفوعة و ظهر منحن ، إكراما و إجلالا لمعدنكم الآدمي النفيس :

اهلا و مرحى بكمْ ايها الأطرُ

يامَن ذاع لكم صيتَ َََ تربيةٍ خبرُ  

اليومَ في عيدكمْ تحلو خُطَبٌ

في حفلِكُمْ،هذاشعر زانته صُور

دمتُمْ بالعلم نبراس جيل يرقى

تلقينُكمُ النشءَ قيمَ سلوك له اثر

الوعيُ منكمْ توهج يسمو بريقا

طوبى لاهل التعليم مجدا عَبروا

اهلا رمزَ التضحيات انتُمٰ لها نَفرُ

يا مَن اماناتِهمْ ادَّوْا

ما منها نَفَروا

طوبى تدرِّسونَ عِلما و تربيةً

تَبنون جيلا للعلا

كم به نفتخر

في مَنبِت الاحرار نما

تُعليهِ الفِكَرُ

 ريادةٌ بالمدارس اليومَ اُرسيَت

صنعتم فضلها مجدا و الكل منبهر

 اهلا بكم خيرَ حماةٍ تُرسون قيما

وسْط إعلام له على جيلنا خطر

مراميكمْ مِن أصولٍ هي نابعةٌ

آلاؤُها في خصال النبل تُختصَرُ

الْبانُونَ جيلا في اخلاقه شيم*

صَفْوا و عزا لاهل الفضل ٱنتَصروا

استاذُ اجيال، بهم يسمو قُدْوَةً

شهما فيه كلُّ فيضِ الجد ينهمر

ها نحن في الخامسِ اكتوبَرَ*

جئنا نكرِّم اساتذه لدروسهم اثرا

  معشرَ العِلم و التعليمِ إنكمُ *

للنشء بوصلةٌ في توجيهها عِبر

في عيدِكُمُ الكونِيِ يومُ ٱعترافٍ *

 أَنكمُ لعين الأمة في وعيها بصر

عيدُكمْ رمزُ عطاءٍ لنبل مربِّين *

حفلَ التكريم فخرا قد حضروا.