Ultimate magazine theme for WordPress.

الجمعيات الحقوقية لسيت قطيعا وليست بحاجة لمن “ينطق باسمنا”

53
أنا فقط أتساءل، لا شيء أكثر، عن زمن حكومة المغضوب عليهم
أتساءل، لأنني ما عدت أفهم كيف يمكن لبلد أن يصادر الحقيقة باسم “الناطق الرسمي”، كيف يمكن لصفة حكومية أن تتحول إلى وظيفة لقمع الصوت، وتدجين المجتمع، وتبييض الوجوه التي تعفّنت من الفساد.
ما معنى أن يظهر علينا الراكع بايتاس، بكل وقار المظاهر، ليقول إن الجمعيات لا يحق لها التبليغ عن الفساد؟
هل يخبرنا بذلك بصفته ناطقا باسم الحكومة؟
أم بصفته ناطقا باسم شبكة المصالح التي تحتمي خلف الحكومة؟
ثم ألا يحق لنا التساؤل:
هل نحن أمام وزير، أم أمام ساحر معلوف، يدجن المعاني، ويروض الكلمات، ويلهينا بخطابات النزاهة بينما تنهب النزاهة من جذورها؟
اللافت أن بايتاس – صاحب قطيع الإبل الذي لا يعرف لا جفافًا ولا أزمة علف – لا يرضى بمشاركة سر هذا “الازدهار البيطري” مع باقي الوطن، ترى، هل هي معجزة تدبيرية؟ أم مجرد صورة أخرى من صور الريع المتنكر في هيئة نجاح شخصي؟
وفي كلتا الحالتين، ما ينطبق على القطيع… لا ينطبق على الشعب
يا سيد الوزير،
لسنا قطيعا ولسنا بحاجة لمن “ينطق باسمنا” بل لمن يسمعنا.
حين ترفضون إحالة المسطرة الجنائية على المحكمة الدستورية، فأنتم لا تخافون على القانون بل تخافون من الحقيقة.
حين تمنعون الجمعيات من التبليغ، فأنتم لا تحاربون الفوضى بل تحاربون الرقابة.
وبكل صراحة، يبدو أن الناطق الرسمي لا يتحدث معنا، بل يمارس علينا نوعًا من التنويم السياسي
لذلك نرد عليه ببساطة:
كفى.
كفى من تحويل المؤسسات إلى أقفاص،
وكفى من التعامل مع المواطن كأنه مجرد تابع لا يحق له إلا التصفيق،
وكفى من اعتقال الأسئلة في فم الوطن.
بايتاس لقد هزمت نفسك حين اخترت الكذب على الناس بدل الكلام معهم و هزمت نفسك حين خلطت بين الدولة والحزب، وبين الحكومة و”القطيع” و هزمت نفسك حين خيل إليك أن الصوت المرتفع يحجب الفضيحة أو أن ربطة العنق و البدلة الأنيقة تحل محل الشرعية الأخلاقية.
نحن هنا لنذكرك أن ما تخاف منه اليوم سيكون غدا في صدر الصفحة الأولى، وبصوت الشعب كله
ميمونة الحاج داهي
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات