في تقرير صادم نشره مركز The National Interest الأمريكي، كشف عن تحالف خطير بين جبهة البوليساريو الانفصالية وإيران، مشيرا إلى دعم إيراني واسع للجبهة عبر “حزب الله” اللبناني، وسط تنامي ارتباطات البوليساريو مع أخطر الجماعات الإرهابية في المنطقة، من بينها تنظيم “داعش”.
وأوضح التقرير، الصادر في 9 يونيو 2025، أن الدعم العسكري واللوجستي للبوليساريو لا يأتي فقط من الجزائر، بل يمتد إلى طهران، ما يجعل “جبهة البوليساريو” المزعومة حلما مستحيلا. وكشف أيضا عن مكالمات هاتفية مسربة بين ممثل البوليساريو في سوريا وأحد عملاء حزب الله، حيث أبدى تضامنه الأيديولوجي مع محور المقاومة الإيراني، وتحدث عن “جبهة موحدة” مع حماس وحزب الله و”شن هجمات منسقة ضد إسرائيل”.
التقرير لفت إلى أن البوليساريو، التي بدأت كحركة “قومية علمانية” بدعم من كوبا والقذافي، تحولت اليوم إلى ملاذ للتطرف. فمخيمات تندوف، التي تأوي أكثر من 170 ألف محتجز، أصبحت قاعدة لتجنيد الجهاديين وملجأ للشبكات الإرهابية، مثل “داعش” و”القاعدة”. وذكر التقرير أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، قائد داعش في الصحراء الكبرى قبل مقتله، كان من مقاتلي البوليساريو، وأن خلايا مثل “فتح الأندلس” و”الخلافة” ولدت من رحم هذه المخيمات.
وفي سياق متصل، أعاد التقرير التذكير باتهامات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لإيران بتزويد البوليساريو بطائرات مسيرة لضرب الاستقرار، وأشار إلى تصريحات صادرة عن عناصر في الجبهة عام 2022 تؤكد نية إيران تزويدهم بطائرات انتحارية مسيرة.
التقرير الأمريكي حسم موقفه، إذ اعتبر أن البوليساريو تحولت من مجرد حركة انفصالية إلى أداة خطيرة في يد محور معاد للولايات المتحدة، يهدد استقرار شمال إفريقيا برمته. وحذر التقرير من أن أي تراجع أمريكي عن الاعتراف بمغربية الصحراء اليوم سيكون بمثابة هدية مجانية للإرهاب، ويقوض جهود مكافحة التطرف في المنطقة، داعيا إلى وضع حد لحالة الإفلات من العقاب التي طالما استفادت منها البوليساريو.
هكذا، تكشف الوثيقة الأمريكية أن البوليساريو تجاوزت حدود الانفصال لتصبح شريكا في مشروع إرهابي تقوده إيران في المنطقة، ما يجعل دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الحل الأنسب لحماية استقرار شمال إفريقيا وأمن العالم.