Ultimate magazine theme for WordPress.

العمل الإجتماعي يفقد أحد رواده ورموزه محمد بنسودة الوزير

772
بسم الله الرحمن الرحيم :
« يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي »
صدق الله العظيم .
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ومليئة بالأسى والحزن العميقين ننعي وفاة الشخصية الاجتماعية المعروفة المغفور له المرحوم  محمد بنسودة الوزير رحمة الله الواسعة عليه. الذي شاء القدر ان ينتقل الى دار الحق.
و بهذه المناسبة الأليمة، تتقدم المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح بكل مكاتبها داخل وخارح المملكة المغربية  بأحر التعازي لأفراد عائلته الصغيرة والكبيرة ولكافة أصدقائه ومعارفه ورفاقه راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى  مع النبيئين والصديقين و الشهداء و الصالحين، ويرزق ذويه الصبر والسلوان. 
كان رحمه الله شخصا نموذجا في الجدية والإخلاص وفي عمله  ومحب لعمل الخير ..نسأل الله تعالى أن يكون في الجنة مع المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين  وحسن أولئك رفيقا ،وأن يتغمده برحمته التي وسعت كل شيء ، و أن يزيد في إحسانه إن كان محسنا ، ويعفو عن سيئاته، ويبدلها حسنات إن كان مسيئا ، فضلا منه ونعمة وألا يحرمنا أجره ،ويغفر لنا وله ، .
لقد غيبك الموت ، جسداً، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد الحياة في هذه البسيطة . ولن ننساه، أبدا
فطوبى لك يا عاشقا لبلدك ووطنك ، وطوبى لك يا عاشقا للإحسان والعمل الإجتماعي ، وطوبى لأبنائه ولأسرته
فاللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وقه فتنة القبر وعذاب النار. وانا لله وانا اليه راجعون
شخص يزخر بصفات نوعية.. حديثه دائما هي أفعاله وكمية مشروعاته التي يشهدها الواقع في أعماله الخيرية والوطنية. .
ومهما عددت من الصفات الحميدة فيه فإن صفة الكرم الحاتمي هي من أبرز المحامد التي يتحلى بها .. انه محمد بن سودة الوزير الذي ينحدر من اسرة عريقة
صاحب الإرادة التي لا تكل ولا تمل لم يتوقف عند الصعوبات والتحديات التي واجهته.. بل جعل من كل ذلك دروسا لحياته ومسيرة نجاحه.
رجل بمعنى الكلمة لا يحب الأضواء.. لكنها الأضواء هي التي تبحث عنه..!!
سأتوقف على ذكر بعض الصفات والتعليقات التي وقفت عليها لأختصر شيئا من مشاعري اتجاه شخصه الكريم ولتكون نموذجا يستفاد من سيرته:
إنه بكل ما تحمله الكلمة رجل يحمل قلبا سليما.. وتقرأ هذه السلامة والأمانة في تصرفاته وابتساماته وتعاملاته.
هذه السلامة التي يفتقدها بعضنا حينما يقدم مصالحه وامتيازاته ضمن حساباته في مختلف تصرفاته..!!
سلامة القلب سمة واضحة على جبينه وهي أعظم ما يمتدح به الإنسان حيث ميز الله إبراهيم الخليل بها “إذ جاء ربه بقلب سليم”.
شخصية كريمة حيث لا يمكن أن تحصي احتفاءاته بالناس.. كل الناس دون استثناء.. بيته العامر .. يبذل ويحتفي ويتواصل ويكرم. وما نلاحظه مع كل زيارة واحتفال أنه يطير فرحا وسعادة بعد ذلك..!!
بيته دائما يتردد بـــ ” لا اله الله محمد رسول الله ” مع المنشدين والفقهاء
ما لا نعلمه عن الكرم أكثر مما نقف عليه.. ويكفيه حبا وقربا من الله ومن الناس أن أياديه البيضاء شهدتها جمعيات كثيرة هو وزوجته الفاضلة لطيفة بوطالب الجوطي سفيرة النوايا الحسنة بالمنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والاعلام والتسامح ..وهذا الكرم يشهد به الناس (والكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة)
الجوانب الخيرية في شخصية محمد بن سودة الوزير تتعدد بتعدد مجالاتها فله مع كتاب الله وحفاظه وجمعياته في الوطن كله دعم متواصل لا يعلم ذلك إلا الله.. وتتنوع بين دعم وأوقاف ورعاية ومنشآت للاطفال في كل مدينة .
وله مع عمارة المساجد ودعم الجمعيات والمشروعات الخيرية وطلبة المنح وغيرها كثير بفضل الله مواقف وقصص كثيرة.
حسه الوطني
الرجال تعرف بالمواقف.. وكم وقف هذا الإنسان لخدمة الوطن ودعم مشروعاته واحتفالاته.. وما إن نقوم معه بزيارة إلا واقترح مشروعا يفيد الجهة التي نزورها ثم يتبناه بكل حب وأريحية .
جمعيته الزاوية الخضراء للتربية والثقافة التي يتراسها على سبيل المثال تعد النموذج في كل ما يخدم وطنه وتنميته
فنعم لرجالات هذا الوطن المعروفين من قبل ومن بعد أدوارهم الجليلة التي يعرفها الجميع…
رجل التواضع والعلاقات
الغريب أن دعواته واحتفالاته لا يدع أحدا يقوم بها نيابة عنه.. إذ يقوم بالاتصال شخصيا على كل المدعوين تقديرا واحتراما لهم .. وهذه ميزة تعكس تواضعه وتقديرا لكل الشخصيات التي يدعوها.. وله مناسباته المتعددة التي يدعو لها عامة الناس في رمضان وغيره من المناسبات الدينية والوطنية.
و جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة، بصدد بناء بمدينة الدارالبيضاء، خزانة تحتوي على كتب قيمة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والرياضة تحمل اسمه.
حيث ستصبح هذه الخزانة، بحول الله، ملتقى لكافة المثقفين والفنانين من كل بلدان العالم والذين يعملون من أجل الخير والإحسان بالمملكة المغربية،.
كما ستحتوي هذه الخزانة على عدة قاعات للاتصال الثقافي والاجتماعي، إضافة إلى قاعة كبرى للمحاضرات ومكاتب إدارية.
فهذه الشخصية الفذة تعمل بروح إنسانية وطنية ونضالية منذ عقود في مجال إنقاذ الطفولة التي تعاني من اليتم والهشاشة والفقر ومن الأمية والجهل، وفي مجال الإحسان الاجتماعي لصالح الشيوخ والاطفال الجانحين، حيث تحتضن فروع جمعيته “الزاوية الخضراء للتربية والثقافة” المتواجدة في شمال المغرب وجنوبه، آلاف الأطفال من عدة مدن وقرى مغربية، في مناهج التعليم الأولي، إضافة إلى إكساء وتغذية وتطبيب المئات منهم، كما يعمل باستمرار من أجل حماية الشيخوخة والطفولة المجنحة، والشباب العاطل
وعلى مدى حياته قدم محمد بن سودة الوزير كذلك دعماً لعدد من المؤسسات الأخرى، ومنها الجمعيات الثقافية ، والرياضية والفنية
وفي عام 2019 تقلد منصب سفير ورئيس شرفي للمنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والاعلام والتسمح..

 

نبذة موجزة من سيرة محمد بنسودة الوزير
ولد محمد بن يحيى بن محمد بن عبد القادر ابن سودة الملقب بالوزير الدائم بمدينة فاس بتاريخ 20 يونيو 1935، وقد تابع دراسته بالكتاتيب القرآنية، وكان عليه أن يتوقف بسبب المرض. ترعرع في وسط أسرة دينية متشبثة بالروح الوطنية والدفاع عن استقلال البلاد ومحاربة الاستعمار، الشيء الذي أثر باقتناع على تربيته وجعله يكافح بحرارة عن هذه المبادئ طول حياته.
ولما بلغ 15 سنة هاجر إلى السنغال ليقوم بالتجارة في ميدان النسيج لمدة أربعة سنوات، ثم هاجر إلى بلاد المالي ليمكث بها أزيد من 8 سنوات.
هذا ونظرا للتربية التي شب عليها في أسرته، والتي أصلت فيه حرارة  مكافحة جميع أوجه الاستعمار، قام محمد بنسودة الوزير بالانخراط في حزب الوحدة الوطنية. للتجمع الديمقراطي الإفريقي، برئاسة كوناتي مامادو (Mamadou Konaté) ، الذي تم إعدامه من طرف القوات الاستعمارية. والذي استخلفه في ما بعد موديبو كيتا (Modibo Keita) الذي حكم فترة طويلة على رأس هذه الدولة الصحراوية الكبيرة.
وبسبب نشاطه الدؤوب والطويل والعنيد، ضد الاستعمار الفرنسي، حاولت السلطة الفرنسية بترحيل السيد محمد بنسودة الوزير ثلاث مرات لوضع حد لنشاطه الغير المساند لهم.
وهذا التعسف، الذي عرفه، توقف مع تعيين الرئيس موديبو كيتا كرئيس الدولة، الذي أخذ بعين الاعتبار مساهمة السيد محمد بنسودة الوزير وأعماله داخل الخلية الوطنية للتجمع الديمقراطي الإفريقي، حيث منح له “بطاقة الهوية المميزة” تمنحه الجنسية المالية وتتيح له فتح جميع الأبواب.
هذا، ولم ينحصر نشاطه السياسي ومحاربة الاستعمار ببلد المالي بل اتسع إلى إقناع الموريتانيين بالانضمام إلى المملكة المغربية، والعمل على مساندة تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي وذلك بمساهمته في إيواء بعض عناصر خلية المقاومة الجزائرية وتمويلهم.
وبعد عودته إلى المغرب، استمر في مزاول مهامه بالميدان التجاري والاستيراد والتصدير، واهتم خاصة بمزاولة العناية بوالده المسن، يحيى بن محمد بن عبد القادر بنسودة.
انكب محمد بنسودة الوزير على تحسين مستواه الثفافي في ميدان اللغة العربية وخاصة في ميدان الدين، كما اشتغل على مد يد المساعدة إلى أفراد العائلة السودية بمدينة فاس وغيرها من مدن المغرب.
إن شغفه وميوله للعمل الاجتماعي لأفراد العائلة، اتسع ليشمل بعض المعوزين خارج العائلة. وهذه الأعمال الاجتماعية أدت بالسيد محمد بنسودة الوزير أن يهتم بميدان جديد يعمل فيه بالتفاني، ألا وهو التعليم القرءاني لفائدة الأطفال المعوزين بالمدينة القديمة بفاس، فانكب على إصلاح. الزاوية الخضراء بمدينة فاس ليجعلها مقر انطلاق هويته المفضلة.
وهكذا قام السيد محمد بنسودة الوزير بترميم مدرسة الزاوية الخضراء الموجودة بالمدينة القديمة بفاس والتي تأسست في 1920 ليجعلها مقرا لجمعية تهتم بالأعمال الثقافية والاجتماعية والخيرية.
واعتمادا على نحاج تجربة التعليم القرءاني بمدينة فاس عمل السيد محمد بنسودة الوزير على توسعها تدريجيا لتشمل مدن عديدة موزعة على جميع أطراف جهات المملكة المغربية لفائدة الأطفال المعوزين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات