جميع الحقوق محفوظة لموقع أصداء مغربية © 2022 اصداء مغربية -جريدة شاملة -تاسست سنة 1993 المؤسس : المصطفى بلقطيبية - رقم البطاقة المهنية 958 -الترقيم الدولي 2028-1113 -
جميع الحقوق محفوظة لموقع أصداء مغربية © 2022 اصداء مغربية -جريدة شاملة -تاسست سنة 1993 المؤسس : المصطفى بلقطيبية - رقم البطاقة المهنية 958 -الترقيم الدولي 2028-1113 -
بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 48 لعيد المسيرة الخضراء المظفرة والذكرى 68 لعيد الإستقلال المجيد ،نظمت المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح يومه السبت 18 نونبر 2023 بالمركز الثقافي حسن الصقلي بسيدي البرنوصي ، ندوة بعنوان ” المملكة المغربية منارة القارة الإفريقية “ وقد ترأس هذه الندوة المصطفى بلقطيبية رئيس المنظمة.
استهلت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الأستاذ حسن كرام,بعد ذلك وقف الجميع لتحية العلم الوطني ,ثم تدخل مدير مكتب فرع سيدي البرنوصي السيد حسن محجوبي بكلمة رحب فيها بالحضور شاكرا لهم تلبية الدعوة ,كما وضح أهداف المنظمة حيث جاء في كلمته :
حضرات السيدات والسادة،
أود، في البداية، أن أتقدم بخالص الشكر إلى جميع الحاضرين، على استجابتهم لدعوة المنظمة،فرع سيدي البنوصي بمشاركتهم في هذا اللقاء،.
الشكر موصول كذلك لأعضاء اللجنة التنظيمية لهذه الندوة. كما أخص بالشكر مقاطعة سيدي البرنوصي وادارة المركز الثقافي حسن الصقلي على اهتمامهما ودعمهما لإنجاح هذه الندوة.
اليوم هو يوم وطني مميز.. وهو مميز بحضور هذا الحشد الكبير ..فأهلًا بكل فرد متواجد في هته القاعة المميزة ، مرحبًا بكم جميعًا، نتمنى لكم الاستمتاع بهذا الوقت والحصول على الفائدة المرجوة من خلال طرح تلك المعلومات التي سنشاركها معكم جميعًا من خلال مداخلات دكاترة واساتذة أجلاء .
أشكر لكم تفضلكم بالمشاركة معنا اليوم وأؤكد أن اليوم هو البداية وأن لقاءات وأعمال كثيرة ستجمعنا في الأيام القادمة هنا بتراب مقاطعات عمالة سيدي البرنوصي .
أشكر زملائي من المؤسسين والأعضاء الجدد الكرام الذين لم يبخلوا علينا بجهد ولا وقت ولا مشورة لكي يتحقق هذا المبتغى .
حضرات السيدات والسادة،
يشاركنا في هذا الندوة الفكرية التي اخترنا لها شعار ” المملكة المغربية منارة إفريقيا ” كل من الخبير الأستاذ ادريس العاشري صحافي خبير متخصص في الإقتصاد ومحلل اقتصادي وسياسي ومكون الأجيال
الأستاذ سعيد لكراين باحث في السياسة الشرعية وإمارة المؤمنين ورئيس لجنة العلاقات العربية بالمنظمة
الدكتور عبد الجليل جودات استاذ متخصص في العلوم الشرعية والقانونية ورئيس لجنة الشؤون الإسلامية بالمنظمة ورئيس المنظمة المغربية لحماية ورعاية الطفولة ومعد برامج دينية
-الأستاذ المصطفى بلقطيبية رئيس المنظمة -إعلامي مدير النشر لجريدة أصداء مغربية وعضو بالمنظمة الدولية للصحافة الفركفونية
وقبل ان اترك الكلمة لاول متدخل لابد ان اعرفكم باهداف المنظمة باختصار شديد
المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح هي تجمع للإعلاميين المغاربة داخل وخارج ارض الوطن وكذا اعلاميين عرب وأجانب يؤمنون بقضيتنا الوطنية العادلة ويساهمون في الدفاع عن وحدتنا الترابية وعن كل القضايا الانسانية العادلة في شتى الدول الشقيقة والصديقة .
و تسعى بذلك إلى ترسيخ مكانة المغرب الاشعاعية على المستوى الدولي وتكريس انتمائه الحضاري الافريقي العربي والإسلامي… وتعزيز مكانته بين الدول الصاعدة والتي تتوفر على مؤهلات طبيعية وإمكانيات بشرية ..
وللتعرف أكثر على المنظمة ندعوكم الى زيارة موقعنا www.organisation212.info
وتحت عنوان ” إمارة المؤمنين بيعة متجددة ” القى الأستاذ سعيد لكراين المداخلة التالية :
ان الأمة المغربية نظام أصيل للوحدة في النظام الإسلامي للأمّة، وهي بالأساس وحدة ايمانية تتجلى في تآزر المسلمين الاجتماعي والسياسي، وهي تصور راسخ في الحضارة الإسلامية، وقد سمحت بالمحافظة على ذاكرة راسخة لبناء هذه العلاقة الروحية بين المسلمين من أجل تأسيس نظام سياسي واجتماعي متكامل
فالأمة شخص معنوي حر وهي مختلفة عن مجموعة الأفراد المواطنين؛ لأنّ الأمة عابرة للمكان والزمان، حيث تشمل الأموات والأحياء في الآن ذاته، ومن هنا فإن للأمة سموا على مختلف التصنيفات الأخرى، كما أن لها قدسيتها في نفوس أبنائها، فهي جامعة غير مفرّقة، وهي التي تعطي لأبنائها شعوراً بالفخر بأن لهم ماضياً عريقاً، وظهرا قويا يحميهم إذا ما نزلت بهم نوازل الدهر والأيام، وهذا لا ينتقص بأي حال من الأحوال من مكانة المواطنة، فأرض الوطن تجمع فوقها أشخاصاً من شتى أصقاع العالم، ومن مختلف الملل والديانات، وهي التي بصونها وحفظها يستتب الأمن، ويعم الخير بين الناس.
إن الروابط التي تجمع بين العرش والشعب متعددة و متنوعة منها التاريخي و الثقافي و الشرعي و الدستوري و السياسي و الاستراتيجي لكن على العموم يبقى الرابط التعاقدي بين ولي الأمر والرعية هو الاقوى و الاقدس بينها.
إن عقد البيعة الشرعي هو الميثاق الذي يجمع بين ولي ولاة الأمور من الحكام و العلماء و نواب الامة و الشعب، ميثاق ترابط مبني على الايمان و الرضى و النصح لله و النصرة و الولاء و البراء، ميثاق يسمح للامة باختيار ولي امرها تجتمع عنده كلمتهم و يرفع عنهم الخلاف و يجنبهم الفرقة و يجمع شملهم ويوحد صفهم وإليه تؤول كلمة الفصل التي اجتمعوا عليها في السلم والحرب في المكره والمنشط.
و يقتضي وجود هذا الشكل الحضاري للحكم وصاية بولاية العهد ضمانا الانتقال السلس للسلطة و تحييدها من العبث و تبرئتها من النزاع المفضي للشقاق و مدفعا للنفاق الذي هو أصل البلاء.
و في هذا السياق تلعب صلوات الجمعة و الجماعات دورا في تجديد روابط البيعة الشرعية بالدعاء لأمير المؤمنين.
لذلك يحرص امير المؤمنين نصره الله كما أسلافه بأداء صلاة الجمعة خلال الزيارات التي يقوم بها لمختلف مناطق المملكة، كما يحرص جلالته بالظهور خلالها باللباس التقليدي المكون من جلباب و عمامة تليق بحضرة المناسبة و عظم الموقف في إشارة واضحة برسميتها و مكانتها كبيعة صغرى تجمعه برعاياه الأوفياء، و يستدل على ذلك حضور ولي العهد الى جانبه بالاضافة الى وفد رفيع المستوى من الأمراء و كبار رجال الدولة و الحكومة و المسؤولين، كما يعد دعاء الفاتح الذي يختم به أمير المؤمنين هذا المجلس المبارك تطابق الرضى بينه وبين رعيته في انسجام تام.
هذا ويعد كتاب البيعة الشرعية المنعقدة لأمير المؤمنين بعد انتقال والده المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه مظهرا من مظاهر البيعة الكبرى الخاصة بتنصيب ولي الأمر، و تجددها خلال مناسبة عيد العرش، أو (بيعة صغرى) مستمرة في كل المناسبة العامة او الخاصة و رفع برقيات الولاء من مختلف الإطارات و الفعاليات و المنتشرة عبر تراب المملكة و خارجها بالسفارات و القنصليات و أفراد الجالية المغربية بالخارج و المنتخبات و الابطال المشاركة بمختلف المحافل والدوريات و البطولات الإقليمية و القارية و الدولية حين رفع العلم الوطني.
هذا و تعد الزيارة الملكية الميمونة لجهات المملكة نموذجا حيا لتجديد رباط البيعة بالإضافة الى الى ابعادها الروحية والاقتصادية و الاجتماعية و التنموية و ما تحمله من اعطاء دفعة جديدة لمسار مغرب متجدد مساير للدينامية التي يشهدها العالم، و ايضا في افق جهوية متقدمة بخلق اقطاب اقتصادية متكاملة و وازنة باطلاق مشاريع مهيكلة و باستثمارات مهمة تروم كل المجالات وفق رؤية مولوية حكيمة و مساع سديدة للنهوض بكل الطاقات و تعبئة كل الامكانيات و اطلاق المبادرات و حفز روح الخلق و الابداع للرقي بمستوى المعيشة و العناية بالفئات الهشة و تعزيز نظام الدعم و التكافل و التضامن.
وفي مداخلة الخبير الإقتصادي الأستاذ ادريس العاشري بعد ان زار اقليم بوجدور واتطلع على المشاريع والمنجزات التي حضيت بها الساكنة من أجل العيش الكريم جاء بالتقرير التالي تحت عنوان :
أهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تنمية اقتصادية واجتماعية بالمناطق الصحراء المغربية لتسهيل التواصل بين الجنوب والشمال . وجعل المغرب قاطرة القارة الأفريقية ..إقليم بوجدور نموذج.
في الوقت الذي تسعى فيه الميليشيات الانفصالية البوليساريو ومموليها أعداء الوحدة الترابية في خلق أزمات وهمية مفتعلة وبلبلة لتمويه الأمم المتحدة والمنتظم الدولي الذي اقتنع وأيد مبادرة الحكم الذاتي.
.فلا يمكن لزوار مناطق الصحراء المغربية من مغاربة وأجانب الا ان يقفوا ويؤكدون حقيقة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتحول الجدري الذي تعرفه مناطق الصحراء المغربية بتهيىء وتوسيع البنية التحتية والمنشات الصناعية .الفلاحية .والسياحية. حسب مسيري الشان المحلي والفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين فإن هذا التحول الإيجابي تحقق بفضل تفعيل أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي دخلت مرحلتها الثالثة من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله في سنة 2018.
اذا كان خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ليوم 06 نونبر 2023 قد أعطى اشارات قوية وهادفة بكون مدن الصحراء المغربية عرفت تنمية اقتصادية واجتماعية و ستتقوى بانشاء اسطول بحري كبير سيمكن من تسهيل التواصل بين الجنوب والشمال .
فإن هذا الهدف التنموي يتطلب وضع استراتيجية خاصة بالسياحة الساحلية.
في هذا الصدد لاباس ان نقف عند اهم الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها مناطق الصحراء المغربية وناخد على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر مدينة بوجدور المعروفة بنشاطها البحري. الفلاحي والطاقة الريحية المتجددة.والصناعة التقليدية المحلية.
بفضل برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة مع بعض المؤسسات المالية والصناعية والجمعيات المختصة في التكوين والمواكبة استطاعت مجموعة من التعاونيات والشباب حاملي مشاريع من الاندماج في النسيج الاقتصادي وجعلها مؤسسات ومكون فعال منتج يساهم مساهمة فعلية في تنمية اقتصادية واجتماعية للمنطقة.
تفعيل أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينة بوجدور استطاعت مجموعة من التعاونيات البحرية . الفلاحية. والخدماتية وشباب حاملي مشاريع ان تستفيد من دعم مادي. وتكوين في المجال القانوني. الاداري والمالي لتسيير وتدبير المشاريع
وقد احدث لهذا الغرض منصة شباب بوجدور التي تعمل على استقبال الاستماع وتوجيه الشباب نحو عالم المقاولات .ومواكبتها حتى انخرطت في السوق الوطني والدولي.
بالموازاة مع مواكبة تكوين وتمويل مشاريع التعاونيات وشباب المنطقة حاملي المشاريع واهتماما بالطفل ومستقبله فان قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باقليم بوجدور يعمل مع جمعيات المجتمع المدني في تربية الاطفال والشباب بواسطة برامج تعميم التمدرس الاولي والدعم المدرسي وصقل المهارات حيث تم إحداث 3 مراكز من الجيل الجديد للإبداع والتنشيط التربوي لممارسة الأنشطة الموازية.
بهدف تحقيق زرع تربية وطنية للطفولة المغربية وتمكينها من تكوين الذات والشخصية اعد برنامج التنمية الوطنية للتنمية البشرية ببوجدور مؤسسات اجتماعية وترفيهية مع دعم و تحفيزات مالية ( منح ) للتلاميذ المتفوقين في الدراسة.
كل الدراسات السوسيو اقتصادية والاجتماعية تؤكد أن تنمية الأقاليم الصحراوية المغربية سيساهم في مواكبة التقدم الاقتصادي والتوسع الحضري، الذي تعرفه مدن الصحراء المغربية، خصوصا وان الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء اكد على :
” مواصلة العمل على إقامة اقتصاد بحري، يساهم في تنمية المنطقة، ويكون في خدمة ساكنتها.
باقتصاد متكامل قوامه، تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر؛ ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري؛ وتحلية مياه البحر، لتشجيع الأنشطة الفلاحية، والنهوض بالاقتصاد الأزرق ، ودعم الطاقات المتجددة.” وعلى إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.”
وعلاقة بشعار الندوة ” المملكة المغربية منارة القارة الإفريقية “ تفضل الدكتور عبد الجليل جودات بشرح مفصل حول العلاقات الدولية والدور الإقليمي للمملكة المغربية كمنارة للقارة الأفريقية.
في هذه المداخلة، تناول الدكتور العلاقات الدولية للمملكة المغربية ودورها الإقليمي كمنارة للقارة الأفريقية. يتم تسليط الضوء على العديد من الجوانب المهمة لهذا الدور، ومنها:
1. العلاقات الاقتصادية: يتم تناول الشراكات الاقتصادية التي تمتلكها المملكة المغربية مع دول أفريقية أخرى. يشتمل ذلك على التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول.
2. الدور السياسي: يتطرق المحاضر إلى الجهود السياسية التي تبذلها المملكة المغربية لتعزيز الاستقرار في القارة الأفريقية. يشمل ذلك المشاركة في المنظمات الإقليمية والدولية، والعمل على حل النزاعات والتوسط في المسائل السياسية.
3. الأمن ومكافحة الإرهاب: يتم التركيز على الجهود التي تبذلها المملكة المغربية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن في القارة الأفريقية. تتضمن هذه الجهود التعاون الأمني مع الدول الأخرى والمشاركة في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.
4. التنمية المستدامة: يتم تسليط الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة المغربية في مجال التنمية المستدامة في القارة الأفريقية. تشمل هذه التشريعات والسياسات البيئية والاقتصادية المستدامة، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا مع الدول الأخرى.
5. التعاون الإنساني: يتم التطرق إلى دور المملكة المغربية في تقديم المساعدة الإنسانية والتنموية للدول الأفريقية. يشمل ذلك العمل في مجالات مثل التعليم والصحة والمياه والمساعدة في حالات الطوارئ والكوارث.
باختصار، تعتبر المملكة المغربية منارة للقارة الأفريقية من خلال علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية ودورها في تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في القارة. تسعى المملكة المغربية إلى بناء شراكات قوية مع الدول الأفريقية وتبادل المعرفة والموارد من أجل تحقيق تقدم شامل ومستدام في القارة الأفريقية. الجهود المساعدة في تطوير.
واختتم المداخلات الإعلامي المصطفى بلقطيبية بكونه شارك في المسيرة الخضراء وهو يروي بفخر واعتزاز وقائع عاشها في المسيرة الخضراء تحت عنوان : دبلوماسية المسيرة الخضراء في تحرير الصحراء
“ما إن اصدرت محكمة العدل الدولية قرارها الإيجابي في قضية الصحراء المغربية حتى توجه صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني في خطاب الأمة يوم 16 اكتوبر 1975 يعلن فيه للعالم عزم المغرب على استرجاع أقاليمه الصحراوية بتنظيم مسيرة تحريرية وموحدة تضم 350 ألف متطوع من جميع تراب المملكة.
ومع انطلاق عملية التسجيل تسارع المتطوعون نحو مكاتب التسجيل وشاء القدر ان يتم اختياري للمشاركة في هذه المسيرة بينما لاحظت تدمرا يعلو وجوه أولئك الذين لم ينعموا بفرصة المشي فوق تراب صحرائنا المغتصبة .
قضينا 48 ساعة في مخيم تجمع بعين السبع ، – حاليا مقر عمالة عين السبع – كان فرصة للتعارف بين كل المتطوعين البالغ عددهم 35 ألفا من الدار البيضاء .
ومع حلول موعد انطلاقنا نحو مدينة أكادير تم تزويدنا بالمؤونة ، وطوال الرحلة توصلنا بحصص إضافية من الزاد والماء . وصلنا يوم 26 اكتوبر إلى مراكش حيث وجدنا 500 رجل إعلام من الصحافة المكتوبة ، المرئية والمسموعة من العالم بأسره ، جاؤوا لتغطية حدث مسيرة الوحدة أو معجزة القرن العشرين كما لقبوها جل الاعلاميين آنداك.
ومرة أخرى تزودنا بما نحتاجه بمحطة أيت ملول قرب اكادير لنبلغ بعد ثلاثة أيام طرفاية .
لقد كانت بحق عملية ضخمة ومنظمة حيث تم تجميع 350 ألف متطوع خلال 14 يوما شكلت النساء نسبة 10% منها ، كما جند 300 قائد وخليفة ، و900 من الشيوخ والمقدمين و 470 طبيبا و220سيارة إسعاف و1000 إطار ، 7813 شاحنة وحافلة ، 63 ألف طن من الماء ، 2590 طن من الوقود و 17 ألف طن من المؤونة .كالخبز و الحليب والتمر والزيت والسكر والدقيق وعلب السمك وكذلك الدخان وعلب الثقاب والشمع والصابون..وكانت العزيمة والصبر والوطنية.
وكانت أسرنا تتابع عملية وصولنا إلى طرفاية عبر وسائل الإعلام المختلفة – الإذاعة والتلفزة – أما نحن فكان المذياع هو الوسيلة الوحيدة التي نتابع عبرها مايجري من أحداث حول مسيرتنا السلمية
وبتاريخ 31 اكتوبر أصبحت الصحراء مغربية بجلاء القوات الإسبانية من محطة الطاح ، وعلى بعد 32 كلم من الحدود كنا نتابع يومنا باعتماد برنامجنا كالتالي : أداء صلاة الفجر ، تناول وجبة الإفطار ثم نتجول من “مدينة ” إلى أخرى ، كان الأمر أشبه بممارسة رياضة المشي وأحيانا نصادف فردا من العائلة او صديقا تطوع هو الأخر من ” مدينة ” أخرى .
وهنا أتذكر المقولة الذهبية لجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه ” غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز. ” ، تم زاد ” بمجرد ما تخترق الحدود عليك أن تتيمم من الصعيد الطاهر، تلك الرمال، ثم تستقبل القبلة وتصلى بأحذيتك لأنك مجاهد وتصلى بأحذيتك شكرا لله تعالى. ” وقبل ذلك زارنا عدة اطر حدثونا عن المسيرة ،والهدف من تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع صحرائنا .
وذلك اليوم، يوم الإنطلاقة ، استيقظ الجميع باكرا وبعد صلاة الفجر تناولنا وجبة الفطور تم قطعنا المسافة التي تفصلنا عن الحدود الوهمية ، وما أن تراءى لنا إقليمنا المغتصب حتى تجاوزنا ” الكروشي ” على وقع هتافات الله اكبر الصحراء لنا ، الحسن الثاني محررنا وتم رفع العلم المغربي رسميا في هذه النقطة وتيمم المتطوعون برمال صحرائنا والكل كرجل واحد قبلوا أرض أجدادهم وتوجهوا صوب المسجد الحرام ودموع الفرحة تضيء عيونهم ليشكروا رب العباد على نعمة استرجاع أرضهم .
وفي حماسة الشباب توغل المتطوعون كيلومترات عديدة في صحرائهم مسلحون بكتاب الله ” القران الكريم ” وما أن حل الليل حتى اتخذ الجميع هذه الأرض الرحبة مخيما قضينا به 3 أيام كانت خلالها المفاوضات المغربية الإسبانية تجري على قدم وساق ونحن نتابع مستجدات الأحداث عبر الراديو لان الجرائد كانت تصلنا متأخرة أزيد من 3 أيام .
ثم أمرنا جلالة الملك بالعودة على طرفاية قائلا : شعبي العزيز لنعد إلى نقطة انطلاقنا ، المتطوعون نحو طرفاية و المؤطرون إلى مراكش. كان الأمر أشبه بوضع عصى في إطار عجلة ، لأن بعضنا كان يريد الاستمرار.. في حين فهم الأغلبية معنى الخطاب الملكي وبأن الصحراء ستعود إلى مغربها .
لقد أنجزنا مهمتنا كما قال جلالة الملك .. وعدنا إلى طرفاية حيث أعدت لنا بعض النساء المتطوعات أكلات من الخبز المطهو على الخشب .. وفي جو احتفالي ترفيهي شاهدنا أفلاما وثائقية عن الفولكلور المغربي ثم حصلنا على أغلى جائزة وهي بطاقة الشرف موقعة من المتطوع الأول جلالة الملك الحسن الثاني . غمرت فرحة عارمة لأنها كانت تعني لنا الكثير.. لم نشا مغادرة المكان فقد كان مغربا أخر مغرب الأخوة والتحدي .
وبعد خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى العشرين لاستقلال المملكة المغربية ونحن نحتفل بها على شاطئ طرفاية والذي جاء فيه : ” أخي المتطوع ما أن تعود إلى ديارك عليك أن تبنى أواصر مطبوعة بالصداقة انطلاقا من رباط المسيرة …ينبغي عليكم استثمار أنشطة تجعل من أسرة المسيرة قوة دفع تلبي نداء الواجب كما تطلب ذلك .. يجب خلق وداديات ، جمعيات ثقافية ورياضية تجعل من اللحمة التي تكونت في مخيمات المسيرة أكثر قوة واتحادا من شمال المغرب الى جنوبه ومن شرقه إلى غربه “.
التحقنا بأسرنا ومن تم شهد المغرب ميلاد العديد من الوداديات والجمعيات الثقافية والأندية الرياضية طبقا للتعليمات السامية لرائد الأمة ومن تم أيضا ينبغي على كل واحد منا أن يتخذ من هذه النصائح واجبا يقوم به .
وفعلا تأسست جمعيات ووداديات لنفس الغرض ولتبقى ملحمة المسيرة في ذاكرة كل مغربي ومغربية الى ان يرث الله الارض ومن عليهاشكل حدث المسيرة الخضراء التي أعلن عنها جلالة المغفور له الحسن الثاني يوم 16 أكتوبر 1975 والتي هب للمشاركة فيها 350 ألف متطوع (10% منهم من النساء) حدثا بارزا ودرسا حقيقيا في النضال من اجل إحقاق الحق ومناسبة لكسب رهان البناء وتحديا لخصوم الوحدة الترابية للمملكة.
لقد كانت المسيرة الخضراء حدثا فريدا من نوعه في تاريخ ملاحم الشعوب فإنها علاوة عن ذلك نظمت على أساس الشرعية الدولية بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي يوم 16 أكتوبر 1975 رأيها الاستشاري الذي يؤكد وجود روابط البيعة بين مختلف القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب مما شكل اعترافا ثابتا بشرعية الحق المغربي في استرجاع ما اغتصب من أرضه.
كما شكلت الصحراء المغربية المسترجعة نقطة تحول في تاريخ المغرب وجزءا متميزا ضمن باقي أجزاء التراب الوطني لأنها كانت وستظل بوابته إلى إفريقيا ومجالا جغرافيا شديد التأثير في حضارته حيث تمكن المغرب عبرها من نشر الدين الإسلامي الحنيف إلى العديد من المناطق جنوب الصحراء وما زال بحسب الزيارات المتكررة لجلالة الملك محمد السادس للعديد من الدول الافريقية.
ولم تتوقف المسيرة الخضراء عند استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية بل كانت ملحمة متواصلة ومترابطة قوامها البناء والإنماء ومرحلة متقدمة في عملية الجهاد الاكبر الذي سبق أن رفعه المغرب كتحد مستقبلي. فقد كان حدث المسيرة الخضراء إيذانا بتحول عميق وطفرة حقيقية في تاريخ وحياة سكان هذه الأقاليم التي كانت لفترة من الزمن محرومة من كل مقومات التنمية.
وجاءت مسيرة البناء لتشكل منعطفا جديدا ضمن التحديات الكبرى التي اعتاد المغرب على رفعها خاصة وأنها كانت بإجماع الشعب المغربي بكل مكوناته على خوض رهان الوحدة الترابية وتجنيد الطاقات الوطنية على مختلف الأصعدة لقطع الطريق على خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
ولا يجد المتتبع للمنجزات التي تحققت في الأقاليم الجنوبية بدا من أن يسجل بفخر واعتزاز القفزات النوعية التي تحققت في شتى المجالات من اجل تحقيق الرخاء المنشود لأبناء هذه المنطقة اسوة بمواطنيهم في الشمال وليتأكد من أن المنجزات التي شملت كافة الأصعدة من اقتصادية وثقافية وعمرانية وخدمات اجتماعية ما هي إلا دليل آخر على مواصلة ملحمة الجهاد الأكبر.
لقد كان الإعلان عن نهج سياسة جهوية في الأقاليم الصحراوي إيذانا بتحول عميق باعتبارها رافدا من روافد الديمقراطية المحلية ومرتكزا محوريا لرؤية متكاملة لتدبير الشؤون المحلية.
فقد تم تكريس هذا المنحى في الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة المغفور له الحسن الثاني يوم سادس نونبر 1994 من خلال الإعلان عن “مسيرة الجهات” باعتبار الجهة “مجالا متميزا تتبلور فيه بتكامل وتناسق أولويات الاقتصاد الوطني في قطاعيه العام والخاص لتحقيق وتهيئة رشيد للتراب الوطني”.
ويظهر جليا أن الثورة التنموية التي شهدتها وتشهدها الصحراء المغربية في مختلف القطاعات تؤهلها لأن تشكل نموذجا رائدا على مستوى التجارب الجهوية باعتبار أن الجهوية كمفهوم وممارسة تنطلق في إطار الخصوصية لتكون شكلا متقدما من أشكال الديمقراطية المحلية ومحركا أساسيا لدعم المسار التنموي حتى يكون هذا الجزء من الوطن فضلا عن اختزاله لمعاني التضحية والصمود نبراسا ومثالا يحتدى به لباقي الجهات على مستوى تدبير الشؤون والمحلية وكسب رهان النماء.
ومما يبرز الأهمية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية إعطاء جلالته تعليماته السامية بإنشاء لجنة ملكية لمتابعة الشؤون الصحراوية يوم 23 شتنبر 1999 وترأس جلالته في 25 أكتوبر من السنة ذاتها اجتماعا لهذه اللجنة حيث أمر جلالته بتخصيص غلاف مالي لمعالجة مشاكل البطالة في الأقاليم الجنوبية وحل مشكلة النقل التي يعاني منها الطلبة المنحدرون من هذه الأقاليم.
كما أعطى جلالة الملك أوامره السامية بتفعيل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وذلك بتنظيم انتخاب أعضائه بكل شفافية ونزاهة ليمثل أعضاءه في اللجنة الملكية لمتابعة الشؤون الصحراوية. كما أمر بإيلاء أهمية كبرى لقضايا السكن في الأقاليم الجنوبية.
ويواصل المغرب من جهة أخرى مسيرته على المستوى الديبلوماسي لتأكيد مغربية الصحراء والتصدي لأطماع الخصوم الذين يتمادون في محاولاتهم الرامية إلى عرقلة تطبيق مخطط التسوية الأممي وخلق المزيد من المناورات من أجل محاولة الخروج من العزلة الدولية التي تصاعدت وتيرتها في السنين الأخير وذلك من خلال مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية من قبل عدد هام من الدول التي لها وزنها على الساحة الدولية كما هو الشأن على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للهند وعودة المئات من الصحراويين المغرر بهم والمحتجزين بمخيمات لحمادة إلى أرض الوطن استجابة للنداء الملكي “إن الوطن غفور رحيم”.
وتبقى المسيرة الخضراء بدون شك أهم حدث عرفه العالم ومحطة تاريخية متميزة والتجسيد الأمثل لإرادة الشعب المغربي بكل مكوناته حيث إنها كانت فرصة أخرى التحمت فيها القمة والقاعدة قلبا وقالبا لكتابة صفحة جديدة من تاريخ المغرب المعاصر.”
وفي ختام هذه الندوة الفكرية تم بالمناسبة تسليم شواهد المشاركة التي تمنحها المنظمة لكل الشخصيات و الفعاليات التي تساهم في خدمة هذا الوطن و خدمة الانسانية جمعاء.
وقبل اسدار الستار على هذا اللقاء تقدم السيد بلقطيبية رئيس المنظمة لقراءة برقية ولاء وإخلاص الى السدة العالية بالله جلالة الملك نصره الله وأيده.
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.