Ultimate magazine theme for WordPress.

الوطنية ..المواطن.. والوطن

327

مر اكش // الحسين شهراوي 

الوطنية الحقة و الصادقة ليست مجرد مشاعر عابرة أو انتماء عاطفي سطحي، بل هي قناعة عميقة وجوهرية تتجذر في قلب الإنسان. هي ربطٌ عميق بين الفرد وأرضه، بين الماضي ومستقبل الأمة، وبين ما يربط الناس من قيم ومثل عليا.
الوطنية الحقة تتجسد في بناء مجتمع يسعى لتحقيق العدالة والمساواة، ويعزز من كرامة الإنسان ويصون حقوقه.
إنها دعوة للتكامل بين الأفراد والجماعات، لنبذ الأنانية والتوجه نحو الخير العام، دون أن نفرط في تضحياتنا الإنسانية. وفي الوقت نفسه، تظل الوطنية الحقة سعيًا نحو الحرية الشخصية، حيث تتوازن فيها حقوق الفرد مع مصالح الجماعة، فلا تكون الوطنية أداة لقمع الحريات، بل هي وسيلة لتعزيز القدرة على الاختيار والمشاركة الفاعلة في بناء وطن مستقر مزدهر متعايش ينعم بالسلم و السلام و الامان و الطمانية.
فالوطنية الحقة هي أكثر من مجرد انتماء؛ إنها مسؤولية عظيمة نتحملها جميعًا، لتكون الأرض التي ننتمي إليها ليست مجرد مكان جغرافي، بل مهدٌ للأحلام، ورمزٌ للكرامة، ومصدرٌ للإلهام. هي رحلة نحو الوطن الذي نريده، وطنٌ ينبض بقيم الحرية، العدالة، والمساواة، ويبقى مع مرور الزمن علامة مضيئة على تضافر القوى الإنسانية في سبيل بناء غدٍ أفضل.وفي هذا السياق، لا بد أن نؤكد على أهمية التشبث بالتوابث الوطنية العليا، التي تشكل الركيزة الأساسية لوجودنا كأمة. هذه التوابث، التي تشمل الدين، الوحدة الوطنية، الهوية، التعايش و احترام التعددية وتاريخ الوطن، هي الثوابت التي يجب الحفاظ عليها بكل ما أوتينا من قوة. كما ان الدفاع عنها ليس فقط واجبًا قانونيًا بل هو مسؤولية معنوية تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، بما في ذلك عبر العمل الدبلوماسي الموازٍي الذي يعزز مكانة الوطن في الساحة الدولية.
الدبلوماسية، في هذا الإطار، ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي ترجمة حقيقية لقيمنا الوطنية، حيث تتجسد فيها الإرادة الجماعية للشعب في الدفاع عن مصالحه وحماية حقوقه. من خلال العمل الدبلوماسي الموازٍ، يمكن أن نعرض للعالم صورتنا الحقيقية كأمة تتمسك بهويتها، ولا تسعى فقط للمصلحة الذاتية، بل للسلام و التعايش والتعاون المثمر مع باقي الأمم. إن الاعتزاز بالانتماء الوطني يتطلب، اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن نكون سفراء لأوطاننا في كل المحافل الدولية، حيث نرفع من شأن قيمنا وثوابتنا، و هويتنا ونعمل على تبادل المعرفة والثقافات بروح من الاحترام المتبادل.
بذلك، تتحقق الوطنية الحقة ليس فقط من خلال التصدي للمخاطر والتحديات على الصعيد الداخلي، بل أيضًا من خلال العمل المستمر على تعزيز حضور وطننا في العالم، حيث يصبح هذا الانتماء مصدرًا للفخر والإلهام في كل خطوة نخطوها على الساحة الدولية.
الوطنية تُعرف كذلك بالفخر القومي، هي التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمة محددة أو منطقة جغرافية بصفة خاصة واستثنائية عن الأمم والمناطق الأخرى. والشخص الوطني هو شخص يحب بلده ويدعم سلطته ويصون مصالحها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات