Ultimate magazine theme for WordPress.

إعلان سنة 2025 السنة العالمية للتعاونيات

40
جاء خطاب أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، ليؤكد أهمية التعاونيات كأداة أساسية لمواجهة التحديات العالمية المعقدة، بما في ذلك الفقر والتهميش الاجتماعي وتعزيز الأمن الغذائي ودعم رواد الأعمال المحليين، هذا الخطاب يسلط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه التعاونيات في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية مطالبا الحكومات بالارتقاء بهذا النموذج الاقتصادي من أجل المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ماذا يعني إعلان سنة 2025 السنة العالمية للتعاونيات؟
إعلان سنة 2025 السنة العالمية للتعاونيات يشير إلى اعتراف عالمي متزايد بأهمية التعاونيات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ يعكس التزام المجتمع الدولي بتعزيز الاقتصاد الاجتماعي التضامني كآلية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الاقتصادية مع تنبيه الدول لإعادة تقييم سياساتها اتجاه التعاونيات، وتقديم دعم أكبر لتعزيز قدراتها باعتبارها الوسيلة الصحيحة والآمنة للتعامل مع التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
اعتراف الأمين العام للأمم المتحدة بقيمة الاقتصاد الاجتماعي التضامني يعزز مكانة هذا القطاع كركيزة للتنمية ويُكسب التعاونيات مكانة دولية تعزز من فرصها في الحصول على تمويل ودعم منظمات دولية كما يشجع رواد الأعمال الاجتماعيين والمستثمرين على الانخراط في هذا المجال.
فهل المغرب مستعد لمواكبة هذا الخطاب؟
للمغرب نسيج تعاوني متنوع يغطي مجالات الفلاحة وتربية المواشي والصناعة التقليدية والسياحة والخدمات وغيرها، ولكنه يواجه تحديات كبيرة تعيق استغلال كامل إمكانياته حيث يفتقر الكثير من المتعاونين والمتعاونات إلى المهارات الأساسية في إدارة المشاريع وريادة الأعمال، كما تعاني التعاونيات النسائية بشكل خاص من نسب أمية مرتفعة، مما يضعف قدرتها على المنافسة، أضف الى ذلك أن برامج التكوين الحالية تركز على الجوانب النظرية، وغالبًا ما تكون بلغة أجنبية، مما يجعلها غير ملائمة للنساء القرويات اللواتي يحتجن إلى مواكبة ميدانية تُعنى بمساعدة التعاونيات في إعداد وثائقها وتنظيم سجلاتها والبحث عن التمويل.
كما أن العديد من التعاونيات المغربية تفتقر إلى استراتيجيات تسويقية فعالة تمكنها من المنافسة في الأسواق الوطنية والدولية مما يحد من نجاعة الاقتصاد الاجتماعي التضامني خصوصا في المناطق الهامشية التي تعتبر بالأساس مصدرا للمواد الأولية ومراكز للإنتاج.
إعلان سنة 2025 السنة العالمية للتعاونيات يمثل فرصة ذهبية للمغرب لتعزيز مكانة نسيجه التعاوني على الساحة الدولية ويمكن أن يستفيد من هذا الإعلان من خلال عدة إجراءات رئيسية نذكر منها: أولاً، يجب إعادة النظر في القوانين المنظمة للاقتصاد الاجتماعي التضامني بنية التسهيل وتبسيط المساطر الإدارية مع إطلاق برامج دعم ميدانية تقدم مواكبة فعّالة للتعاونيات لمساعدتها في تطوير مشاريعها، وتنظيم وثائقها، وتعزيز فهمها للقوانين الحديثة. ثانياً، ينبغي تعزيز التكوين الملائم من خلال تقديم دورات تدريبية عملية بلغة مبسطة، تراعي احتياجات المتعاونين والمتعاونات. ثالثاً، يتعين تطوير البنية التحتية لتحسين سلاسل الانتاج والربط بين التعاونيات والأسواق الداخلية والخارجية. وأخيراً، يجب تشجيع الابتكار واعتماد التكنولوجيا من خلال دعم التعاونيات في تبني تقنيات جديدة في الإنتاج والتسويق، مما يعزز قدرتها على المنافسة على الصعيد العالمي.
الصورة من حائط السيد جون كاتيل الخبير الدولي في الاقتصاد الاجتماعي التضامني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات