Ultimate magazine theme for WordPress.

“نجمة رومانيا” لمحمد ياسين المنصوري

339
أشادت السلطات العليا في رومانيا بقوة التعاون الأمني مع المغرب، والدور الكبير الذي تقوم به المديرية العامة للدراسات والمستندات المغربية (المخابرات الخارجية)، المعروفة اختصارا باسم «لادجيد»، ومساهماتها الاستثنائية في تعزيز الأمن الإقليمي، وتطوير العلاقات مع رومانيا.
وجاءت الإشادة بمناسبة تكريم المدير العام للمخابرات الخارجية المغربية، محمد ياسين المنصوري، يوم الثلاثاء 12 دجنبر 2023 في بوخارست، وتوشيح الرئيس الروماني له بـ«الوسام الوطني من رتبة ضابط كبير» مع الشارة المدنية «نجمة رومانيا»، وهو الوسام الذي يعد من بين أعلى الامتيازات المدنية التي تمنحها الدولة الرومانية
يذكر أن وساطة مغربية أثمرت في غشت الماضي عن الإفراج عن رهينة روماني، يدعى يوليان غيرغوت (47 عاما)، وذلك بعد 8 سنوات على احتجازه من قبل مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في بوركينا فاسو. ورأى المراقبون آنذاك أن الوساطة المغربية تعكس نفوذ أجهزة المخابرات الخارجية المغربية في منطقة الساحل وأفريقيا.
وكانت الحكومة الرومانية قد عبرت عن شكرها للحكومة المغربية على «الدعم المهم»، الذي أدى إلى تحرير الرهينة الروماني. وتؤكد هذه الوساطة قوة وفاعلية جهاز المخابرات الخارجية المغربي، الذي قام بالعديد من عمليات الوساطة للإفراج عن محتجزين بمنطقة الساحل، مستعينا بشبكة العلاقات التي نسجها مع فاعلين محليين وزعماء قبائل بهذه المناطق.
هذا الحضور القوي، جعل العديد من العواصم الأوروبية تبادر إلى توقيع اتفاقيات أمنية مع الرباط، وذلك ما أكدته وثيقة مرسوم التوشيح بأن هذه “الخطوة تأتي كدليل على التقدير العالي لمساهمة الاستخبارات الخارجية للمغرب في “تعزيز الأمن الإقليمي”.

من هو المنصوري.. عين المغرب على العالم

محمد ياسين المنصوري مسؤول أمني مغربي يتولى رئاسة المخابرات الخارجية للبلاد، نشأ في بيت فقه وعلم، ودرس في المدرسة المولوية مع الأمير محمد بن الحسن -الملك محمد السادس لاحقا- وتقلد مناصب رفيعة، ويحظى بسمعة طيبة وسط المثقفين والناشطين والسياسيين.
ولد محمد المنصوري يوم 2 أبريلسنة 1962 في مدينة أبي الجعد شمال المغرب، وكان أبوه من فقهاء المغرب وقضاته، وفتح بيته للعلماء وطالبي العلم، فنشأ المنصوري في هذه الأجواء التي أثرت في شخصيته.
درس المنصوري رفقة الأمير آنذاك (الملك حاليا) محمد السادس حفظه الله بالمدرسة المولوية، وحصل على الإجازة في الحقوق، وعلى شهادتي دبلوم الدراسات العليا في القانون العام بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط، ثم تدرب بداية التسعينيات في الشرطة الاتحادية الأميركية.
ثم التحق محمد المنصوري بديوان وزير الداخلية السابق إدريس البصري الذي كان يعتبر الرقم 2 في الحكم بعد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وكان يطلق على وزارته في ذلك الوقت اسم “أم الوزارات”.
وساهم المنصوري في الإشراف على الانتخابات التشريعية في عهد الملك الحسن الثاني، ثم عيّن عام 1999 مديرًا لوكالة المغرب العربي للأنباء، الوكالة الرسمية للبلاد.
وفي 2003 تولى المنصوري مهام والي مدير عام للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية.
و.بعد عام من ذلك وبالضبط في مارس 2004، شهد المسار المهني للمنصوري نقلة نوعيه بتوليه أحد المناصب الحساسة في البلاد ويصبح مديرا عاما للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية المعروفة اختصارا بلادجيد).وهو أول رجل مدني يتولى هذا المنصب الحساس بعدما نال ثقة الملك محمد السادس، خصوصا أنه درس معه.
وجاء تولي المنصوري لهذا المنصب بعد عام على تفجيرات 16 مايو الارهابية سنة 2003 التي ضربت الدار البيضاء وقتل فيها نحو 45 شهيدا، مما دفعت المغرب إلى إعادة صياغة سياسته الأمنية.
ورغم الملفات الكبيرة والحساسة التي يشرف عليها، فإن المنصوري -رجل الظل- يراكم النتائج بصمت، خصوصا أن القريبين منه يصفونه بكونه “ينصت أكثر مما يتكلم”.
ويوصف بأنه “العين التي لا تنام” بالنظر إلى الملفات المهمة التي يشرف عليها، وأنه قليل الكلام، ولا يكاد يحصل منه الإعلاميون -بمن فيهم الرسميون- على تصريحات إعلامية.
حاصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة محمد الخامس بالرباط. وكان ياسين المنصوري قد بدأ مشواره بديوان إدريس البصري، إذ كان معبرا أساسيا لمختلف الملفات الحساسة والشائكة، وقبل رئاسته لـ “لادجيد” خضع في بداية التسعينات لتدريب خاص خارج المغرب بمصالح الأمن الفيدرالي الأمريكي،
وبعد رجوعه عين على رأس وكالة المغرب العربي للأنباء مكان عبد المجيد فنجيرو، ثم كوالي مدير عام لمديرية الشؤون العامة مكان محمد اظريف، وشكل بمعية فؤاد عالي الهمة ومصطفى الساهل، الثلاثي القوي في وزارة الداخلية (الإدارة الترابية)،
وقد اضطلع ياسين المنصوري بملفات كبرى من قبيل الإعلام والصحافة، والصحراء، والتهريب والهجرة السرية عندما عُيّن كوال مدير عام لمديرية الشؤون العامة إثر انتقال محمد اظريف إلى ولاية الدار البيضاء خلفا لإدريس بنهيمة.
 ودون شك فإن هذه الانتقالات منحت “لابن بلدة ابي الجعد” خبرة أغنت مساره المهني، سيما وأنه عمل في مجالات كلها حساسة ففي سنة 2003 تم تكليفه بتتبع قضايا الهجرة السرية وتهريب المخدرات وكلها قضايا ذات حساسية بالغة مع الجار الأسباني،
وتشاء رياح المنصوري أن تحمل نتائج الانتخابات التشريعية الأسبانية الحزب الاشتراكي إلى سدة الحكم في مدريد وينجح المنصوري في وضع حد للعديد من الصعوبات التي كانت تواجه العلاقات المغربية الأسبانية، وهذا ما قوّى حظوظه في تبوء مكانة أكثر أهمية، لن تكون في نهاية المطاف سوى رئاسة “لادجيد” ليصبح أول مدني يقود هذا الجهاز البالغ الحساسية منذ إنشائه سنة 1973.
ساعدت المنصوري، طبيعة شخصيته وسلوك معاملاته، فملامح وجهه تفيد بأنه رجل دولة.. قليل الكلام، لا تغريه المجاملات. وبتعيينه على رأس “لادجيد” قام الملك بـ”تمدين” هرم “لادجيد” (المخابرات العسكرية) علما بأنها إدارة عسكرية، علما أنه كان قد قام قبل هذا بـ “عسكرة” مديرية مراقبة التراب الوطني (المخابرات المدنية) حين عين الجنرال حميدو لعنيكري ( قبل أن يأفل نجمه) ثم رقاه إلى موقع المدير العام للأمن الوطني على اعتبار أن “الديستي” خاضعة بحكم القانون إلى المدير العام للأمن الوطني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.