تقرير مخيب للآمال و لكن كاشف الحقيقة

بقلم الطيب الجامعي

نزل كالصاعقة على الكثير منا تقرير التنمية البشرية لعام 2022 الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للتنمية : “لقد كان للأزمات العالمية المتعددة في العامين الماضيين عواقب تنذر بالخطر ، فإننا نلاحظ يكشف التقرير انخفاضًا شبه عالمي في مؤشر التنمية البشرية:
فقد شهدت 90٪ من البلدان انخفاضًا في مؤشر التنمية البشرية خلال الفترة 2020-2021، وعادت إلى مستويات عام 2016، مما أدى إلى مزيد من التأخير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
“يرجع هذا الانخفاض غير المسبوق بشكل أساسي إلى الانخفاض المستمر في متوسط ​​العمر المتوقع عند الولادة و كدالك نصيب الفرد من الدخل القومي”
ملاحظة أخرى مثيرة للقلق هي أن واحدًا من كل ثمانية أشخاص في العالم يعاني من اضطراب عقلي. وقد تفاقم الوضع بسبب جائحة كوفيد 19 مع زيادة التوتر ومشاكل الصحة العقلية (القلق والاكتئاب وما إلى ذلك).
الضغوط الجديدة على النظم البيئية وعدم المساواة كما فقدان التنوع البيولوجي، وتغير المناخ سبب ظهور أمراض جديدة مثل كوفيد 19. وأمام البشرية البحت عن تحولات مجتمعية كبري
للحد من هذه الضغوط: مع البحت عن مستقبل يكون فيه منخفض الكربون إلى جانب التقدم التكنولوجي الأسرع من أي وقت مضى.
استقطاب في المجتمع يزداد حدة وينتشر بين الدول وداخلها، مما يعيق تنفيذ الإجراءات اللازمة للتغيير.
معلوم انه يتم قياس مؤشر التنمية البشرية باستخدام ثلاثة معايير رئيسية: الناتج المحلي الإجمالي للفرد، ومتوسط ​​العمر المتوقع لمواطني الدولة ومستوى التعليم الذي يتم قياسه من سن 15 عامًا فما فوق.. ويأتي المغرب في المرتبة بعد مصر وليبيا وحتى الجزائر. رغم أن هده البلدان تعاني على التوالي من الإعاقة بسبب الاكتظاظ السكاني في دلتا النيل، والميليشيات المسلحة التي تستمر في قتل بعضها البعض، والتناقض المهرج لرئيس الدولة المزعوم.
ويبلغ متوسط ​​العمر المتوقع في المغرب 76.7 سنة للنساء و71.9 سنة للرجال. وفي مصر 71.3، وفي ليبيا 72.1، وفي تونس 75.9، وفي الجزائر 74 سنة.
بشكل عام، يتراجع المغرب في تصنيفات برنامج الأمم المتحدة للتنمىة لكنه يحرز تقدما ملموس في مجال المساواة بين الجنسين
. ويبلغ متوسط ​​مدة الدراسة في المغرب 5 سنوات فقط للنساء و6,9 سنوات للرجال، حسبما كشف تقرير الأمم المتحدة “محددا أن مدة الدراسة المتوقعة للنساء هي 13,9 سنة و14,4 سنة للرجال. » بالنسبة للجزائر، يبلغ معدل الالتحاق بالمدارس 7.7 للنساء و 8.3 للرجال. وبالنسبة لليبيا 8.5 و7.2 على التوالي. بالنسبة لتونس 6.5 و 8.0.
في عام 2021، بلغ الناتج المحلي الإجمالي 6692 دولارًا في ليبيا، وفي الجزائر 3691 دولارًا، في تونس 3423 دولارًا في المغرب 3359 دولارًا وفي موريتانيا 1143 دولارًا.
حسب تقرير مؤشر التنمية البشرية لعام 2021، يحتل المغرب المرتبة 123 من بين 191 دولة، متراجعا مركزا واحدا. وبحسب موقع ميدياس 24، فإن تراجع المغرب يرجع إلى تدهور متوسط ​​العمر المتوقع ومتوسط ​​دخل الفرد. نتيجة مباشرة لوباء كوفيد والانخفاض اللاحق في الناتج المحلي الإجمالي. لقد تراجعت البلاد كدالك في مجالي الصحة والاقتصاد، ولكن أيضاً بسبب قصر مدة الدراسة.
و هدا يعتبر بمتابة نداء صحوة للمسؤولين ليدركوا أن تطوير البنية التحتية لا يكفي للتنمية البشرية، الأمر يتطلب جهودا في ميادين التعليم و الصحة والتقافة