Ultimate magazine theme for WordPress.

إلى من يشعلون على أصابعهم(هن) نور الأمل..

47
الداخلة // ذ.احمد العهدي

المعلم(ة)، المدرس(ة)، الاستاذت(ة) ،المربي(ة)..
تعددت الأوصاف و الموصوف واحد..تعددت الاسماء و المسمى واحد ، إنهم حملة رسالة إنسانية عظيمة و امانة تربوية و تعليمية جسيمة ، قبل ان ينتموا لمهنة ، و إن اعتبرنا كذلك ، فهم ينتسبون (ن) لمهنة لا تشبه كل المهن..!
فيا من تكتبون على جبين الزمن قصة النور، وتغرسون في حدائق القلوب بذور الأمل،
نقف في يومكم الكوني في الخامس، أكتوبر ، موعدا وتقليداسنويا ، لنقول لكم من أعماق صادق العرفان و دافق الامتنان: شكرًا! لأنكم كنتم البداية لكل حلم تحقق، ولكل فجرٍ أضاء..شكرا لأنكم منحتم لحياتنا معنى دافئا مشعا بكل ماهو جميل و نبيل و اصيل..
كم مرة ارهقتكم السبورة بشكليها التقليدي و التكنولوجي ، وأنهككم الطبشور لمسا و ضغطا و شما، حتى غزا مساحات شاسعة من رئة كل واحد منكم ، لكنكم، لأنكم آمنتم برسالتكم و نذرتم حياتكم لقدَركم ، لم تكلّوا ولم تملّوا، بل ادمنتم رسم ابتسامة دفنتم بها مواجع خوالجكم، لأنكم تعرفون أن ثمرة تعبكم و سهر تحضيراتكم اسمها “جيل”، لن تنتهي حروفه الخالدة المجيدة عند z ، و هو جيل وعي يختلف تماما عن الشخصية التيكتوكية و الجالية المقيمة في الفايسبوك ، التي تقطن في فضاء عالمها الازرق مساكن التفاهة و التسطيح الفكري ، بل سيتجاوزه إلى اجيال حروف اخرى تنتظر موعدها ، لانكم عباقرة التجديد و لأنكم تتجهون نحو المستقبل و تصنعون الحلم و الامل.
اجيال متعاقبة تعلمت على اياديكم و سويداء قلوبكم أن الحياة ليست دروسًا فقط، بل قيمٌ وصدقٌ وعطاء و اثر ، و البقاء للاثر الطيب!
يا من علمتمونا أن الأوطان لا تُبنى بالحجارة وحدها، بل بالعقول التي أنارتها وعيا ، وبالقلوب التي أيقظتها سعيا..
لكم المجد كل المجد يا اهل المجد ما دامت الكلمة تنبض، وما دام في الكون طفلٌ ينطق بحرفٍ تعلمه منكم..
نعم في الخامس أكتوبر من كل عام، يتوقف العالم لحظة إجلال وتقدير، و تجلة و إكبار ليُحيّي تلك القلوب النبيلة التي نذرت نفسها لصناعة الأجيال و سقي مشاتل الآمال…
فإلى أولئك اللواتي و الذين يحملون مشاعل النور في دروب العقول، إلى من يزرعون الحروف في تربةٍ خصبةٍ من الصبر والعطاء…
إلى المعلّمين المربين والمعلّمات المربيات، انتن و أنتم رسل المعرفة وحماة القيم.. أنتم الذين تبنون الأوطان في صمت لكن بفخر بهي و حلم ندي ، وتصنعون الفرق في حياة كل طفل(ة)، وكل شاب(ة)، وكل إنسان..
صدقوني لكم أخجل من نفسي كثيرا حين اقول في يومكم العالمي، لان كل ايام السنة هي لكم ، فيها نرفع لكم التحية بكل الود والعرفان و الورد و الامتنان، ونعترف أن الكلمات مهما سمت ، و المجازات مهما ارتقت تعجز عن الإحاطة بجلال نبل رسالتكم و جمال قدسية مهامكم ، و لن تستطيع كل كلمات القواميس متحالفة ان تفي بحقكم و حقكن.
فشكرًا لكم لأنكم النور حين يشتدّ الظلام، والقدوة حين تضلّ الخطى في زحمة الايام، والبذرة الأولى لكل نجاح و سلام يورق الدفء و يزهر في هذه الأرض في نبل و وئام و إخاء و انسجام..
عيد سعيد و مجيد بعمر مديد و كل عام و انتن و انتم طيبون.
 الداخلة / الأحد 5 أكتوبر 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات