Ultimate magazine theme for WordPress.

اختتام فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” بلقاء علمي بالرباط

210
متابعة سعيد الهياق
في إطار اهتمام مصر بالتراث الثقافي باعتباره أحد مكونات الهوية الثقافية المصرية، وتزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في 18 ماي، اختتم المركز الثقافي المصري فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” بمشاركة الأستاذ الدكتور هبة محمود سعد الملحق الثقافي ومدير المركز الثقافي المصري بالرباط في اللقاء العلمي الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف، بعنوان “دور الهيئات والمؤسسات في حفظ وتثمين التراث المادي واللامادي”.
عقد اللقاء العلمي في الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأكدال- الرباط يوم 20 ماي 2025.
افتتح اللقاء العلمي بكلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكتيري الذي تحدث عن دور المتاحف في توثيق ذاكرة الشعوب وكفاحه، ودورها في نشر الثقافة الوطنية والمواطنة الايجابية، كما وجه الشكر للأساتذة المشاركين في اللقاء العلمي.
وتلا ذلك محاضرة الدكتورة هبة محمود بعنوان “المتاحف المصرية: ذاكرة الأمة” التي ألقت الضوء على تاريخ المتاحف المصرية منذ بداية إنشاءها من أكثر من 160 عام، وكيف كان للمتاحف المصرية الأولى دورا بارزا لحفظ تراث مصر، واستمرت كذاكرة للتاريخ والحضارة.
كما وضحت المحاضرة التطور الكبير للمتاحف المصرية حديثا، واستخدام أحدث التقنيات التكنولوجيه، وتطوير العرض المتحفي، والدور المجتمعي للمتاحف المصرية. كما سلطت الضوء على أحدث المتاحف وخاصة المتحف المصري الكبير الذي يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، والمرتقب افتتاحه في 3 يوليوز 2025.
جدير بالذكر أن المركز الثقافي المصري نظم فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” على مدى شهر (من اليوم العالمي للتراث في 18 إبريل حتى اليوم العالمي للمتاحف في 18 ماي) نظراً لأهمية التراث الثقافي كأحد مكونات الهوية الثقافية المصرية، وبهدف إلى إبراز جهود كل من مصر والمغرب في الحفاظ على التراث الثقافي وصيانته وتثمينه.
وكانت الفعاليات تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمصر، والسفارة المصرية بالمغرب، وبالتعاون مع مجموعة من الجهات المصرية والمغربية الفاعلة في مجال التراث.
كان افتتاح أيام التراث المصرية المغربية بحضور سفير مصر إلى المملكة المغربية السفير أحمد نهاد عبد اللطيف يوم 15 أبريل 2025 بالمركز الثقافي المصري. وكانت الفعالية الأولى ندوة ثقافية شملت محاضرة للأستاذ الدكتور صابرين عبد الجليل رئيس جامعة الأقصر عن “التراث والسياحة في مصر”، ومحاضرة للدكتور عبد الجليل بوزوكار مدير المعهد الوطني لعلوم اللآثار والتراث بعنوان “40 عام من الأريكولوجيا والأنثربولوجيا بالمعهد الوطني للآثار والتراث”.
ومن خلال المحاضرتين، برزت جهود كل من مصر والمغرب في حماية التراث الثقافي وصيانته، ومردود ذلك على السياحة والاقتصاد.
الفعالية الثانية كانت وبينار علمي نظمه المركز الثقافي على مدى يومي 21 و22 أبريل وشارك فيه 17 أستاذ جامعى وخبير في التراث من عدة جهات متخصصة في مصر والمغرب. وأشارت الدكتورة هبة محمود أن الوبينار كان فرصة لتعاون المؤسسات الأكاديمية المتخصصة وتبادل الخبرات بين الخبراء من الدولتين حيث شارك فيه من المغرب: المؤسسة الوطنية للمتاحف، والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ومتحف اتصالات المغرب. ومن مصر: المجلس الدولي للمتاحف (أيكوم مصر)، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي CULTNAT))، وأساتذة من جامعة الإسكندرية، وجامعة حلوان، وجامعة المنصورة، وجامعة عين شمس. وكان الوبينار بعنوان “تراثنا هويتنا” وركز على عرض جهود الدولتين في حفظ التراث، ودور التكنولوجيا في عرض التراث وتفسيره، والتحديات والفرص في هذا المجال. حظي الوبينار باهتمام كبير في البلدين، حيث شارك فيه بالحضور 166 مشارك من الأكاديميين والباحثين والطلاب والعاملين بالمتاحف ومواقع التراث في مصر والمغرب.
أما الفعالية الثالثة فكانت معرض لفنون الخط العربي والزخرفة والفن التشكيلي بعنوان “حروف عربية بأنامل نسائية” نظمه المركز الثقافي يوم 24 أبريل، بهدف إبراز أهمية الخط العربي كأحد مكونات الهوية الثقافية العربية، خاصة أنه مسجل على قائمة التراث اللامادي لليونسكو لكل من مصر والمغرب.
وقد أضاف المعرض بعداً آخر بالتركيز على دور المرأة في إبراز جماليات الخط العربي، من خلال عرض لوحات وأعمال متميزة لخمس عشر فنانة من مصر والمغرب. ومن خلال الأعمال الفنية المعروضة تعرف زوار المعرض على أنواع الخطوط، والزخارف الهندسية والنباتية، وجماليات استخدام الحروف العربية في أعمال فنية متنوعة، وحظى المعرض بحضور كبير واعجاب الزائرين بالمعروضات.
وفي 15 مايو نظم المركز الثقافي محاضرة بعنوان “التجربة المصرية في التراث المغمور بالمياه”، قدمها الدكتور أسامة النحاس خبير التراث المصري بالإيسيسكو، وعرض من خلالها التجربة المصرية الرائدة في مجال التراث المغمور بالمياه حيث تناول تاريخ الاهتمام بالتراث المغمور بالمياه، وأسباب غرق المواقع، وكيفية أكتشافها، وأهم المواقع الغنية بهذا التراث والمشروعات التي تمت فيها. كما ناقش مستقبل التراث المغمور بالمياه في مصر. وحظي الموضوع باهتمام الحضور لأن هذا النوع من التراث يحتاج مزيد من الجهد لحمايته ودراسته.
وأشارت الدكتوره هبة محمود الملحق الثقافي أن فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” كانت فرصة عظيمة لتبادل الخبرات بين الخبراء والمتخصصين في مجال الآثار والتراث والمتاحف في مصر والغرب، وكانت فضاءًا رحبًا لتشارك التجارب الناجحة في البلدين، وفتح مجالات للنقاش المشترك.
كما حظيت الفعاليات باهتمام كبير كما هو واضح من الحضور الكبير في الفعاليات والمتابعة الصحفية لها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات