Ultimate magazine theme for WordPress.

صدامات عنيفة بين ميليشيات البوليساريو و عسكر الجزائر

108
متابعة // المصطفى بلقطيبية //
شهدت منطقة تندوف اليوم الاربعاء 5 فبراير 2025 حادثا خطيرا يكشف عن هشاشة كيان البوليساريو الذي يتلاشى حتى في أعين داعميه، فبعد أن أقامت ما تسمى “الشرطة العسكرية” التابعة للجبهة حاجزا أمنيا ، رفضت حافلة جزائرية الامتثال لأوامرهم، لتبدأ مطاردة انتهت عند نقطة المراقبة الأمنية الجزائرية، حيث تحول الموقف إلى مشاجرة عنيفة بين عناصر البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية، في مشهد يوضح كيف ينظر الجيش الجزائري لهذه الميليشيات على أنها : مجرد أداة بلا وزن حقيقي.
ما جرى اليوم ليس مجرد حادث فردي، بل تأكيد على أن البوليساريو لا تملك أي سلطة حتى في المناطق التي تزعم أنها تسيطر عليها، فحينما قرر عناصرها اعتراض حافلة جزائرية، لم يبد الركاب ولا السائق أي احترام لهم، بل استمروا في طريقهم، وكأنهم يرفضون الاعتراف بوجود هذه الميليشيات أصلا ، لكن المثير للسخرية فهو أن مطاردتهم للحافلة انتهت بمواجهة محرجة عند النقطة الأمنية الجزائرية، حيث لم يكن هناك دعم من “الحليف”، بل تحول الأمر إلى عراك وإهانة علنية لعناصر البوليساريو.
الكل يعلم بأن منظمة ما يسمى بالبوليساريو الارهابية يقف من ورائها جنرالات الجزائر والجميع يعلم بان العامليين في تلك المنظمة الإرهابية لهم سوابق اجرامية وان اغلبهم مطلوب من العدالة المغربية في حوادث الحق العام ومنهم المدعو محمد عبد العزيز المراكشي الذي تورط في اوائل السبعينيات في قتل سائق شاحنة حينما حاول السطو عليها . والجميع يعلم كذلك بان قضية  الصحراء المغربية ليست سوى مطية للمجرميين ومن يساندهم للركوب على مفاهيم تقرير المصير للتغطية على اجرامهم … وليس خاف كذلك على هذه الجرثومة » البول ويساريون « ذات راسين اثنين الرئيس المعلن والرئيسة التي تمسك بخيوط اللعبة الحقيقية الا وهي كريمة … كريمة هذه هي اولا وقبل كل شيئ ظابطة برتبة عقيد في المخابرات الجزائرية وفي المرتبة الثانية هي زوجة السفاح المجرم المدعو عبد العزيز  وهي التي تسير امور وشؤون ما بقي من منظمة البوليساريو الاجرامية بامر من الجنرالات الجزائريين رؤسائها المباشريين .
وعبد العزيز هذا معروف عنه غبائه وثقافته الساقطة والضعيفة فمستواه الدراسي لم يتجاوز الخامسة ابتدائي.. وما الهالة والضخامة التي حاول الجنرالات الباسه اليه ليست سوى فقاعة سرعان ما تتلاشى بعد اي لقاء يرتبه له الجنرالات مع ممثلي المنظمات التنصيرية التي تقوم بزيارة مخيمات الدل والعار لتندوف..
إن المنتظم الدولي لم يعد يسمح بالمزيد من المناورات الرامية إلى نشر الفوضى والبلبلة بالمنطقة، بل أكثر من ذلك فإن الرأي العام الدولي أصبح أكثر إيمانا بأن الصحراء مغربية حيث ألفنا أن نسمع من لحظة لأخرى تراجع العديد من الدول عن مواقفها السالفة تجاه قضية وحدتنا الترابية ولم يعد سرا أن يعترف بعض هذه الدول أنها وبسبب التضليل والمغالطة كانت قد وقعت من قبل في شباك التضليل، لكنها ومع مرور الوقت تمكنت من الوقوف على الحقائق والبراهين وتأكد لها أنها كانت خاطئة في حق المغرب، ومن المسؤولين الدوليين من زار المغرب وخاصة جهة الجنوب ليتأكد أن الشعب الصحراوي المهرب الى تيندوف هم مغاربة كإخوانهم في ربوع المملكة ملتفون حول جلالة الملك حامي حمى الملة والدين محمد السادس الضامن الوحيد لإسقرار المغرب وانهم يخوضون معركة التحدي ضد المعتدين، من خصوم مغربنا الحبيب . ولعل المغرر بهم يدركون أكثر من أي وقت مضى بأن أحلامهم التي سخروا من أجلها ستتبخر في أقرب الآجال ولن يجدوا أنفسهم في نهاية المطاف إلا أمام السراب.. ولاشيء غير السراب. فالمغاربة في صحرائهم معتزون بملكهم وفخورون بوطنيتهم لا يخشون في الله لائمة.. ولن يرضوا أبدا بأن تستفزهم أية جهة مهما كانت أو تحاول خدش كرامتهم أو التشكيك في وطنيتهم وانتمائهم لمغرب محمد السادس . ويكفي المغرب فخرا أنه سلك كل القنوات القانونية لإتباث صواب مطالبه المشروعة بعكس» الخونة « فإنهم سلكوا كل دروب الغش والتضليل فلم يقوى أحدا منهم على الاستمرار في تضليل الرأي العام. فالصحراء مغربية ، هكذا كانت منذ الأزل وهكذا ستضل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالحق أقوى من أن يندثر والباطل أضعف من أن ينتصر ولا حاجة لخلق الصعوبات والمزيد من العراقيل.
الغائب عن شطحات البوليزاريو أنها لم تستفد من الدروس ، فلاهي حلت نفسها تلقائيا وأراحت مسانديها السابقين من الحرج ، ولاهي التزمت ببنود الحل السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة، ولاهي قبلت بالحل الذى اختاره جلالة الملك الحكيم ألا وهو الحكم الذاتي بالصيغة المغربية  ولاهي أذغنت لأوفاق الشرعية، ولا يعني ذلك سوى أنها تفضل منهجية المعاكسة السلبية، والمشكل الآن أن هذه المعاكسة موجهة ضد الأمم المتحدة ذاتها وضد المنتظم الدولي، من غير استبعاد أنها موجهة ضد الذين تورطوا في افتعال وجودها… .
الاشتباكات الذي وقعت اليوم تظهر بوضوح أن الجزائر لم تعد تكلف نفسها حتى عناء التظاهر باحترام كركوزتها البوليساريو؟ فالجيش الجزائري، الذي يفترض أنه الحامي لهذه الميليشيات لم يتردد في الدخول في عراك معها ، وكأنها مجرد مجموعة خارجة عن القانون، وليست “شرطة عسكرية” لكيان يراد تسويقه “كدولة”.
فميليشيات البوليزاريو ماهي الا كركوزة الجزائر وهي التي صرفت عليها منذ 1976سنة  أكثر من 300 مليار دولار من اجل لعب دور ” الدولة المستقلة ” لكن هذا الدور الذي ابدعه شنقريحة ومن معه وهم يتلذذون بتعذيب  الشعب الجزائري جعل من هذا الأخير كيان جزائري غبي وساذج، وفاقد للعقل مثلما هو فاقد للهوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات