Ultimate magazine theme for WordPress.

ماذا تريد أمريكا ..؟

187
من السذاجة الاعتقاد بأن ما يجري في الولايات المتحدة هو صراع انتخابي بين برنامجين انتخابين يتقارع عليهما متنافسان و إن كانت المؤشرات صبيحة اليوم تذهب في اتجاه ترامب .الأمر اعمق و أخطر من كل هذا . فالصراع محتدم بين توجهين مختلفين راديكاليا و ذلك أنعكس بشكل محتدم على المواطنين الأمريكيين و هذا يهدد التماسك الأمريكي و توزانات النظام الذي بني منذ 250 سنة .
فالتوجه الأول يقوده الحزب الديمقراطي المتحالف مع جنرلات البنتاغون و الذي يعتمد على اقتصاد الحرب و المقاولة المنتجة للسلاح لدعم الاقتصاد الأمريكي و الدفع في اتجاه الحروب كما هو جار في أوكرانيا و الشرق الأوسط .و قد أشار ترامب بشكل واضح أنه لا يتنافس مع كامارا هاريس بل مع ما سماه ب” نظام مافيوزي شيطاني ” و هو إشارة تواطؤ و تحكم جنرالات الجيش في المقاولة من خلال الحروب .
إن الحزب الديمقراطي يسعى إلى تعديل القوة الأمريكية و تصريفها بناء على التوازنات الدولية انطلاقا من تحالف الجيش و المقاولة.بالمقابل الحزب الجمهوري له رأي مخالف فهو يعتبر أن الرهان على الهولدينغات و المقاولات الامريكية هو الذي سيعيد القوة الى الاقتصاد الأمريكي و يرفع من سقف التعاملات بالدولار الذي فقد 40,/, من نسبة تعاملاته.كما يرى أن الجيش مطالب بالقيام بأدواره العادية بعيدا عن المقاولة . و قد لاحظنا دعم رجال أعمال كبار لحملة ترامب من قبيل إيلون ماسك المعروف بإستثماراته في الفضاء .
و لهذا فإن ترامب في حالة نجاحه و هذا هو الأرجح سيوقف الحرب في أوكرانيا و بهذا سيمس استثمارات المقاولات الحربية في أمريكا و في جميع بلدان حلف النيتو ، وقد يفتح على ترامب أبواب جهنم يمكن أن تصل إلى حد اغتياله و قد تعرض أصلا لمحاولتين سابقتين.فمس مصالح هذا التحالف يعتبر خطا أحمر . و تورط أمريكا في الحروب أفقدها هيبتها فهي لم تعد الفاعل الأساسي الذي يقرر وقت توقيف الحرب و إنتاج السلام لأن اسرائيل أهانت أمريكا .فرغم نداءات بايدن لوقف الحرب لم يستمع إليها نتنياهو.
إن أمريكا تعيش محطة تاريخية صعبة و لم تعد بذلك النموذج الناجح و تماسكها الاجتماعي مهدد و قوتها أضحت على المحك.فهل سينتصر تحالف جنرلات الجيش و المقاولة و الحروب أم أن الرهان سينكب على الشركات الكبرى لإنعاش الاقتصاد الامريكي ؟ ننتظر من سينتصر .
رشيد حمزاوي .وجدة في 06 نونبر 2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات