Ultimate magazine theme for WordPress.

استراتيجية الدبلوماسية الاقتصادية بين المغرب ودول افريقيا

318
لا يمكن لأي أحد أن ينكر او يتجاهل علاقة الدبلوماسية المغربية السياسية الرسمية والموازية بالدبلوماسية الاقتصادية سواء من جانب كسب حلفاء سياسيين مؤيدين لاطروحة الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب باعتباره الحل الأكثر مصداقية وعقلانية لملف الصحراء المغربية او لجلب استثمارات اجنبية تساهم في التنمية الاقتصادية للبلاد.
من أهم الإنجازات الايجابية التي حققها المغرب في إطار علاقته مع دول القارة الإفريقية خصوصا بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي لاباس ان نقف عند المطيات التالية:
* تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب ودول غرب إفريقيا.
* فتح خط تجاري بحري رابط بين ميناء أكادير و ميناء دكار وذلك في إطار التعاون وسياسة جنوب .جنوب.
* ارتفاع قيمة المبادلات التجارية بين المغرب ودول القارة الإفريقية من 10 مليار درهم إلى 46 مليار درهم مع الرهان بلوغ قيمة: 50 مليار درهم سنة 2030 و 65 مليار درهم.
* انتعاش منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ZELCAF التي تضم 48 دولة أفريقية.
* هدف استفادة المغرب من عدد 1.4 مليار مستهلك داخل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
* من أهم النتائج المحققة في إطار التعاون بين المغرب ودول القارة الإفريقية التي ستعود بالفضل للقارة الأفريقية هو استقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفخامة الرئيس الموريتاني السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني التي ستعطي دفعة قوية لتطوير مشاريع استراتيجية الربط بين البلدين أنبوب الغاز الأفريقي ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل الى المحيط الأطلسي.
وكان جلالة  الملك محمد السادس، قد قال في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء عن أهمية أنبوب الغاز الإفريقي: “..وإنما نريده مشروعا استراتجيا لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة”.
وتابع جلالة الملك  “إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الإفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر والأجيال القادمة”.
تاريخيًّا، فإن انفتاح المغرب على إفريقيا ليس أمرًا جديدًا، فالمغرب كان من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية ، بل إن المؤتمر الذي شكَّل البذرة لتكوين تلك المنظمة عُقد في الدار البيضاء عام 1961. وقد قام المغرب بتكوين علاقات وطيدة مع عدد من الدول الإفريقية، مثل السنغال والغابون وغينيا والكونغو الديمقراطية  وبلغت درجة التعاون مستوى متقدمًا، حيث قام المغرب في 1977 و1978 بإرسال جنود وقوات عسكرية لدعم نظام موبوتو سيسي سيكو في الكونغو. أما على المستوى الثقافي، فقد استضاف المغرب آلاف الطلاب الأفارقة في جامعته منذ الثمانينات،
ولم يكتف الملك محمد السادس بتقديم خطاب ناقد للغرب ومنفتح على إفريقيا، بل أشرف فعليًّا على هذه الاستراتيجية الجديدة، حيث قام في السنوات الأخيرة بأكثر من 51 زيارة إلى دولة إفريقية، وعلى خلاف معظم صانعي القرار والمستثمرين الذين كانوا يزورون تلك الدول الإفريقية لأوقات قصيرة فقد كان الملك يقوم بزيارات طويلة تتضمن الكثير من اللقاءات الشخصية، وافتتاح مشاريع تنموية، بل كان يقوم حتى برحلات سياحية فضلًا عن الاختلاط مع الناس في الشوارع؛ الأمر الذي جعل تلك الزيارات تتصدر عناوين الصحف والقنوات الإفريقية. كما قام الملك بنفسه، في تلك الزيارات، بتوقيع أكثر من 952 اتفاقية وشراكة ثنائية بين المغرب وبين الدول الإفريقية في قطاعات اقتصادية وثقافية متنوعة.
كل هذه النتائج الايجابية ماهي إلا تنفيدا للسياسة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من خلال الزيارة الملكية لأكثر من 30 دولة أفريقية.
الموقع جيو استراتيجي للمغرب يجعله يلعب دورا رئيسيا في تعميم الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي في دول القارة الأفريقية ويساهم بشكل كبير ومباشر أمنيا في محاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة عبر الحدود التي تمولها بعض الدول التي تسبح في الماء العكر وتسعى لزعزعة الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي في دول القارة الأفريقية.
سياسة الجيو – استراتيجية التي يتبناها المغرب اتجاه دول القارة الأفريقية تعتمد أساسا على التعاون في إطار جنوب ـ جنوب والتضامن ومراعاة المصلحة المشتركة.
ادريس العاشري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات