Ultimate magazine theme for WordPress.

خرجة مدفوعة الأجر

111
بقلم سعيد لكراين
خرج علينا عزيز غالي، بل خرج على اجماع المغاربة في شأن الوحدة الترابية، ان تصريحه الاخير بخصوص الوحدة الترابية، غير محسوب من رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ونشوز هذا الموقف حول قضية الإجماع الوطني بخصوص الصحراء المغربية.
وعبرت مجموعة من الجمعيات على موقفها ومطالبتها بفتح تحقيق حول ما صرح به عزيز غالي.
فيما اعتبره البعض تصريحا مستفزا وخروجا عن الإجماع الوطني.
هذا التصريح المستفز أثار استياء واسعا، تحاوز حدود الاحترام الواجب لذكاء المغاربة.
إن دعوة (تقرير المصير) لا تعدو أن تكون، وفي سياق ما بلغه هذا الملف،
إلا تبريرا للتطبيع مع الانفصال، والتشويش على المكتسبات التي حققتها المملكة، إن رفض المدعو غالي لمبادرة الحكم الذاتي، الحل الواقعي والعادل ضمن السيادة المغربية باعتراف القريب والغريب.
هذه التصريحات غير المحسوبة تعكس افتقار صاحبها لأبسط المقومات الحقوقية كما يزعم،
و تعكس رؤية ضيقة ورأيا مضطربا، يسير عكس التيار، واصطيادا في المياه العكرة.
خرجة لم تصدم أحدا من المغاربة الذين اجمعوا على وحدتهم الوطنية، وأن مثل هذه الخرجات لن تنال من عزمهم، ولن تمس وطنيتهم ولا كرامتهم، ولكنها تسيء لصاحبها وللمؤسسة التي يمثلها.د أولا وأخيرا.
وللتذكير فإن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في ظل السيادة الوطنية حظيت بشبه إجماع دولي، وهي إرادة صادقة كحل دائم وعادل للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
إن أي تصريحات خارج هذا الإطار يعد هرطقة لا معنى لها، وتشويشا لا يغني ولا يسمن، بالنظر للواقع المغربي ولتطلعات المملكة في دفع عجلة التنمية بهذه المناطق وغيرها وذلك لتحقيق اقلاع اقتصادي، ونهضة اجتماعية وسياسية.
إن الوحدة الوطنية غالية باهضة الثمن، وعزيزة ثمينة غير قابلة للمساومة، وأي محاولة من هنا أو هناك لا تعدو أن تكون ضجيجًا في آذان اصحابها ومن يسمع لحديثهم.
تصريح عزيز غالي حول قضية الصحراء المغربية، دعوة انفصالية بلا مزايدة فارغة، غلفها صاحبنا بلباس الحقوق، والحقوق منها بريئة، إنه الطعن في الوحدة الترابية، وهو أمر مستفز، لكن الواثق من إدارة هذا الملف – دبلوماسيا و سياسيا وعسكريا…- لن يزداد إلا تشبثا ودافعا عن سيادة بلاده.
وخطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس كانت واضحًا في جلية بخصوص الوحدة الترابية، كما أن المغاربة اليوم أكثر وعيًا بمثل هذه الحركات والشطحات المتناقضة التي تخرج بين الفينة و الأخرى، والساعية لبعث واحياء الاموات من الافكار والايديولوجيات التي عفى عنها الزمن.
إن البحث عن أي مبرر لهذه الخرجات بدعوى حرية الرأي ليس إلا هروبا إلى الأمام، وقفزا في الهواء، وإن الحديث عن قضية وحدتنا الترابية بهذا الشكل و في هذا الوقت بالذات، ليس إلا (بوز او تراند) لجلب المشاهدات و (ليكات) بمواقع التواصل، وهو خرق للاجماع الوطني لا مسوغ له.
ان هذا اللغط، وهذا الجدال العقيم، والرأي المريض، لا يصدر عن عاقل، لأن كلام العقلاء منزه عن العبث، وأن القضايا المصيرية لا مجال فيها للمزايدات أو العبث، والمساس بشعور الأمة العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات