Ultimate magazine theme for WordPress.

ماكرون في زيارة 3 أيام للمغرب لطي 3 سنوات عجاف

388
تتمتع فرنسا والمغرب بعلاقة مميزة تتخذ بشكل متزايد مظهر الشراكة الحقيقية. كثافة التبادلات السياسية والأمنية التي تهدف بشكل متزايد إلى العمل المشترك، وأهمية التبادلات الاقتصادية والتجارية، والنطاق الاستثنائي للتعاون الثقافي والعلمي والتقني، والقرب بين ثقافتي البحر الأبيض المتوسط مع جذور متشابكة في كثير من الأحيان، وأكثر من أي شيء آخر. إن الاحترام والصداقة العميقة بين الشعبين هي التي تبني هذه العلاقة الاستثنائية.
إن فرنسا والمملكة المغربية حليفتان تاريخيتان وشريكتان منذ زمن طويل، وقد انتقلت علاقاتهما من المرحلة المميزة إلى المرحلة الاستراتيجية.
ففي مارس 2000، بعد اعتلائه على عرش الأجداد، اختار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله باريس كوجهة أولى له، وذلك في إطار زيارة رسمية لا يمكن إلا أن تشهد على تعزيز وقوة استمرارية للعلاقات القوية التي كانت سائدة دائما بين الرباط وباريس.
واليوم تهدف زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فترة من التوترات. وتشمل هذه الزيارة مناقشة قضايا الهجرة غير النظامية، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة والمياه والتعليم. كما تهدف الزيارة إلى توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يورو، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين
وتشمل توقيع اتفاقيات: عدة مجالات مثل الطاقة، المياه، التعليم، والأمن الداخلي، مما يعزز التعاون في هذه المجالات الحيوية.
تعزيز التعاون الاقتصادي: توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يورو، مما يعزز الاقتصاد المغربي ويوفر فرص عمل جديدة.
التعاون الثقافي والتعليمي: تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، مما يسهم في تبادل المعرفة والثقافات بين الشعبين.
التبادل الثقافي بين المغرب وفرنسا يعتبر ركيزة أساسية للعلاقات الثنائية بين البلدين. هذا التبادل يتيح الفرصة لتعزيز التفاهم المتبادل والتقارب بين الثقافتين. يشمل التبادل الثقافي مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل:
المهرجانات الثقافية والفنية: مثل مهرجان فاس للموسيقى الروحية، ومهرجان مراكش السينمائي الدولي.
التعليم والتدريب: العديد من الطلاب المغاربة يدرسون في الجامعات الفرنسية، وهناك برامج تبادل بين الجامعات.
المراكز الثقافية: مثل المعهد الثقافي الفرنسي في المغرب الذي ينظم العديد من الفعاليات الثقافية.
الشراكات الثقافية: التعاون في إنتاج الأفلام، العروض المسرحية، والمعارض الفنية.
هذا التبادل يسهم في تعميق الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعبين ..
المياه: تتضمن الاتفاقيات تحسين إدارة الموارد المائية والبنية التحتية للمياه.
التعليم: تعزيز التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
الأمن الداخلي: تشمل الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
الصناعات التحويلية: تشمل الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الصناعات التحويلية مثل صناعة السيارات والطيران.
الصناعات الغذائية: تتضمن الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الصناعات الغذائية وتطوير تقنيات جديدة لتحسين الإنتاجية والجودة.
الصناعات الكيميائية: تشمل الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال الصناعات الكيميائية وتطوير تقنيات جديدة لتحسين الإنتاجية والجودة.
الطاقة المتجددة: تشمل الاتفاقيات مشاريع للطاقة الشمسية والرياح، مما يعزز جهود المغرب في تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إدارة المياه: تتضمن الاتفاقيات تحسين إدارة الموارد المائية والبنية التحتية للمياه، مما يساهم في توفير المياه النظيفة وتحسين جودة الحياة.
الحفاظ على التنوع البيولوجي: تشمل الاتفاقيات تعزيز الجهود المشتركة للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
مكافحة التلوث: تتضمن الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال مكافحة التلوث وتحسين جودة الهواء والماء.
كل هذه الإتفاقيات تتجلى في التعاون الاستراتيجي في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، الأمن، التعليم، والثقافة. على سبيل المثال، فرنسا تعتبر الشريك التجاري الأول للمغرب، حيث بلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى المغرب 2.4 مليار دولار في العام الماضي.. بالإضافة إلى ذلك،  هناك برامج تبادل طلابي بين الجامعات المغربية والفرنسية، مما يعزز التفاهم الثقافي والعلمي بين البلدين. 
وتعتبر الشراكة بين المغرب وفرنسا نموذجًا للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين حيث فرنسا تعتبر الشريك التجاري الأول للمغرب، هذه الشراكة تعزز العلاقات الثنائية وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
كما أن هناك حوار بين المغرب وفرنسا حول قضايا الهجرة. هذا الحوار يهدف إلى معالجة الهجرة غير النظامية وتعزيز التعاون في هذا المجال. على سبيل المثال، فرنسا اقترحت تشديد قواعد الفيزا للدول التي ترفض التعاون في عمليات إعادة المواطنين غير النظاميين، مما دفع المغرب إلى اتخاذ خطوات لاستعادة مواطنيه غير النظاميين من أراضي الاتحاد الأوروبي
وتوجد العديد من الشركات الفرنسية الكبرى في المغرب، والتي تلعب دورًا هامًا في الاقتصاد المغربي. ومن بين هذه الشركات:
إيرباص (Airbus): وهي شركة عملاقة في صناعة الطيران والفضاء، تعتمد على وحداتها الصناعية في المغرب لتعزيز قدرتها الإنتاجية.
رونو (Renault): منذ استحواذها على الشركة المغربية لصناعة السيارات (صوماكا)، أصبحت رونو فاعلاً اقتصاديًا وصناعيًا هامًا في قطاع صناعة السيارات بالمغرب.
ألستوم (Alstom): شركة فرنسية تعمل في مجال النقل السككي، ولها تاريخ طويل في تطوير الشبكة السككية بالمغرب.
سنطرال دانون (Centrale Danone): شركة مختصة بصناعة الحليب ومشتقاته، وهي شراكة بين شركة مغربية وشركة فرنسية
طوطال (Total): شركة طاقة متعددة الجنسيات تعمل في مجال النفط والغاز والطاقة المتجددة.
فيوليا (Veolia): شركة متخصصة في إدارة المياه والنفايات والطاقة.
سانوفي (Sanofi): شركة أدوية تعمل في مجال الرعاية الصحية.
لافارج هولسيم (LafargeHolcim): شركة متخصصة في مواد البناء.
أكسا (AXA): شركة تأمين وخدمات مالية.
بي إن بي باريبا (BNP Paribas): بنك دولي يقدم خدمات مصرفية متنوعة.
شركة جنرال (Société Générale): بنك دولي يقدم خدمات مصرفية واستثمارية.
أورانج (Orange): شركة اتصالات تقدم خدمات الهاتف المحمول والإنترنت.
هذه الشركات وغيرها تعزز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا وتساهم في التنمية الاقتصادية للبلدين.
هناك كذلك العديد من الفنادق الفرنسية في المغرب. على سبيل المثال، مجموعة «ديريت» الفرنسية افتتحت أول فندق لها في مراكش تحت علامة «كاب هوتيل». بالإضافة إلى ذلك، هناك فنادق فرنسية أخرى تعمل في المغرب، مثل فنادق «أكور» التي تدير عدة فنادق في مدن مثل الدار البيضاء ومراكش وأغادير.
و هناك تقارير تشير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلن عن افتتاح أول قنصلية عامة فرنسية وأوروبية في مدينة العيون بالصحراء المغربية. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذا القرار خلال خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي ..
وفتح قنصلية فرنسية في العيون يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المنطقة. وهذا سيساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية. كما يمكن أن يكون أيضاً بمثابة جسر لتعزيز الاستثمار الأجنبي ودعم المشاريع المحلية. وكل ذلك يمكن أن ينعكس إيجابياً على التنمية والاستقرار في المنطقة.
 وقد أكدت فرنسا دعمها لسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، مما يعزز موقف المغرب في النزاع حول الصحراء المغربية.
المصطفى بلقطيبية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات