Ultimate magazine theme for WordPress.

عبر من خطاب النصر لمولانا أمير المؤمنين

330
بقلم الأستاذ سعيد لكراين
عصر يوم الجمعة 11 شتنبر 2024، ومن داخل قبة البرلمان بالرباط، توجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وبصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، إلى أعضاء البرلمان، ومن خلالهم إلى كل أفراد الأمة المغربية، بخطاب سامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشر.
 خطاب مختلف عن ما سبقه من الخطابات بذات المناسبة، حيث وبعد الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،
وبخصوص التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة.
مؤكدا على ان المملكة المغربية انتقلت من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف.
داعيا  إلى الانتقال من مقاربة رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية.
كلام واضح يحمل في طياته الصدق في النيات و الأقوال والأفعال، صدق واخلاص في التوجه إلى الله عز وجل في السراء والضراء، و إيمان خالص بعدالة القضية، ويقين تام في نصر الله، مصداقا لقوله تعالى:“إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160). ال عمران
إرادة انتصار الحق على الباطل وان طال الزمان، وكفاح عادل في مواجهة الباطل و “الحق أحقُّ أن يتبع” بلا ريب ولا شك، وطريقه سالكة لا يزيغ عنها إلا هالك.
وعلى ذلك كان العمل، وعقد العزم، في خط واضح بين، مع تعبئة كل الموارد والطاقات من أجل بناء موقف ثابت وراسخ.
 كما عبر عن ذلك جلالته:
(واليوم ظهر الحق، والحمد لله؛ والحق يعلو ولا يعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائما.)
مستشهدا بقوله تعالى : “وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”. 81 الاسراء
خطاب لخص معنى الإيمان بالوطن والحرية والسيادة الكاملة، و الاخلاص لارواح شهداء الأمة وعلى رأسهم الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.
إرث نبيل، وميثاق ثقيل، تحملته الأمة، بقيادة رشيدة، بلا كلل ولا ملل وبكل مسؤولية حتى أداء الأمانة وبلوغ المرامي ونيل العلى مهما كلف ذلك من ثمن، فكل شيء يهون فداء للوطن.
ورغم كل ما تحقق، يعود جلالته ليؤكد أن مسار قضيتنا  يحتاج منا مزيد من اليقظة،
كما عبر عن ذلك جلالته:
(رغم كل ما تحقق، فإن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم.)
وهو ما يعكس الجدة في المواقف، والحكمة في التعامل مع الواقع بكل تقلباته.
إن انتصار الحق على الباطل يعد من القضايا الإنسانية السامية لارتباطه بعدد من القيم والمبادئ الأخلاقية التي تعكس سعي الإنسان نحو تحقيق العدالة بأوسع معانيها.
إن السعي وراء الحق هو تجسيد للقيم الإنسانية النبيلة، وذلك من أجل تحقيق العدالة بصدق وأمانة. وفي المقابل يندحر الباطل ويزول الظلم والجور وكل الأسباب التي تنشئه وتغذيه، كالحقد والكذب، والاستغلال،
لينعكس ذلك على صلاح الفرد والمجتمع في مختلف  مجالات الحياة، سواء في السياسة، أو الدين، أو العلاقات الاجتماعية.
ان معركتنا اليوم، هي معركة احقاق الحق ولو على أنفسنا، مهما كانت مرارته، ومهما غلا ثمنه، والصراع الذي خضناه من أجل وحدتنا الترابية دليل قاطع على أن النصر مع الحق ولو كثر الباطل وتلون.
   وقد كنا دائما وأبدا في قضية صحرائنا المغربية مع الحق، ولم نغادره، ولم نحد عليه ابدا، نحارب الباطل من خلال الوعي الصادق بعدالة قضيتنا.
إن التاريخ شاهد على هذا الانتصار،  من خلال مظاهر الإرادة الجماعية التي مكنت من  الثبات على المسار الصحيح.
هذا وقد قدم المغاربة نماذج حقيقة للجهاد ونصرة الحق، حيث واجهوا جحافل التغرير، وأبواق الدعاية والفتنة، وتمسكوا بمغربيتهم وأصالتهم، فنجح المغرب اليوم في حصد ثمار الفوز بتغيير جذري في مسار قضية الوحدة الترابية من خلال الإيمان بقيم الحق والعدالة.
هذا وينبغي علينا أن نتعلم من هذه الانتصارات أن النصر  دائمًا مع الحق،
وان الحق عامل حاسم للصمود والإرادة والقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات.
كما يعد عاملا حاسما لتعزيز العمل المشترك بين القيادة والشعب من جهة، وبين الفرد  والمجتمعات من جهة أخرى.
 ودافعا لبلورة الوعي، ونشر المعرفة لتعزيز قيم الحق والعدالة والوحدة.
 إن انتصار اليوم، هو انتصار الحق على الباطل ليس كمجرد مفهوم، بل هو مسعى مستمر، يحتاج منا إلى جهد جماعي وتضحية، لتحقيق نتائج مثمرة، ليبقى الحق قويا شامخا في وجه الظلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات